٣٣٦ - قوله: (عقلته) أي علمته وحفظته (يوم التروية) اليوم الثامن من ذي الحجة (يوم النفر) يوم الرجوع من مكة بعد الحج، وهو اليوم الثاني أو الثالث من أيام التشريق، وكان يوم نفره - صلى الله عليه وسلم - هو اليوم الثالث (بالأبطح) هو من مقبرة المعلاة إلى منحنى المعابدة (افعل ما يفعل أمراؤك) أي لا تخالفهم، سواء أتوا بما تقدم أو لم يأتوا به، فإن ما تقدم أمور وأعمال ليست بواجبة. وفي مخالفة الأمراء يفوت فضل الجماعة، ويخشى أن تترتب عليها فتنة. ٣٣٧ - قوله: (كانوا ينزلون) أي يوم النفر بعد رميهم الجمرات (الأبطح) هو ما بين مقبرة المعلاة إلى منحنى المعابدة. وهو الذي يسمى بالمحصب. ٣٣٨ - قوله: (كان يرى التحصيب) أي النزول بالمحصب يوم النفر، (بالحصبة) أي المحصب وهو الأبطح. ٣٣٩ - قولها: (نزول الأبطح ليس بسنة) من سنن الحج، ولا بأمر من أمور المناسك، بل هو منزل اتفاقي لا مقصود، وهذا يخالف ما تقدم عن ابن عمر أنه كان يراه سنة، ولكلا القولين وجه من الصحة، فلا شك أن التحصيب ليس بسنة من سنن الحج، ولكن لما نزله النبي في كان النزول به مستحبًّا اتباعًا له، ولا سيما وقد فعله الخلفاء. وقد أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى سبب النزول به حيث قال: نحن نازلون بخيف بني كنانة حيث تقاسمت قريش على الكفر، يعني المحصب. رواه الجماعة من حديث أسامة بن زيد. ومثله في الصحيحين عن أبي هريرة. وذلك أن بني كنانة حالفت قريشًا على بني هاشم أن لا يناكحوهم ولا يؤووهم ولا يبايعوهم. فكان نزوله - صلى الله عليه وسلم - بالمحصب شكرًا لله تعالى على ما منحه فيه من الظهور فيه على أعدائه الذين تقاسموا فيه على قطيعته ومضرته. وتذكيرًا للنعمة من القضاء على الكفر =