٤٩ - قوله: (تعالى النهار) أي ارتفع (مفضيًا إلى رماله) الرمال بكسر الراء وقد تضم، وهو ما ينسج من سعف النخل ونحوه، ومعنى "مفضيًا إلى رماله" أنه لَمْ يكن تحته فراش، والإفضاء إلى الشيء لا يكون بحائل، وفيه إشارة إلى أن العادة أن يكون على السرير فراش (يامال) ترخيم مالك، ويجوز في اللام الكسر على الأصل، والضم على أنَّه صار اسمًا مستقلًّا فيعرب إعراب المنادى المفرد (قد دف أهل أبيات) أي ورد جماعة بأهليهم شيئًا بعد شيء، والدفيف السير اللين، وكأنهم كانوا قد أصابهم جدب في بلادهم فانتجعوا المدينة (من قومك) بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن، فإن مالك بن أوس كان منهم (برضخ) بفتح فسكون، أي عطية غير كثيرة (فجاءه يرفأ) حاجب عمر وبوابه. وكان من مواليه، أدرك الجاهلية، ولا تعرف له صحبة (هل لك ... إلخ) أي هل تأذن لهم بالدخول عليك (اقض بيني وبين هذا الكاذب الآثم الغادر الخائن) يريد به عليًّا رضي الله عنه، وحاشاه أن يكون كذلك، ولكن العباس قال هذا في حالة الغضب والسباب فلا يعتد به، فعند البخاري في المغازي عن طريق شعيب "فاستب علي وعباس" وعنده في الفرائض عن طريق عقيل "استبا" وقد تأولوه بأن مراده أنه يتصف بهذه الأوصاف إن كان يفعل ما يفعل عن عمد (اتئدا) أي اصبرا وتمهلا، افتعال من التؤدة، وهي الرفق، خطاب لعلي وعباس (أنشدكم) خطاب لمن حضر قبل علي وعباس، ومعنى "أنشدكم بالله"، أسألكم بالله، والنشيد رفع الصوت، ويستعمل لتأكيد السؤال (فقسم رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بينكم أموال بني النضير) أي معظمها حيث أعطاها لفقراء المهاجرين واثنين من الأنصار، كما تقدم (ما استأثر) أي لَمْ يستبد بها (حتى بقي هذا المال) أي الذي كان بيد رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وهو الذي جاء علي وعباس يختصمان فيه، وكان جزءًا من أرض بني النضير ونخلهم (أسوة المال) أي أسوة مال الله، فكان يصرفه في الكراع والسلاح عدة في سبيل الله، كما تقدم (تطلب ميراثك من ابن أخيك) حيث لَمْ يكن لرسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عصبة غير عباس أقرب إليه منه (ويطلب هذا) أي علي (ميراث امرأته) فاطمة (من أبيها) ولم يكن له - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من =