٥٢ - قوله: (مما أفاء الله عليه بالمدينة) هي أرض بني النضير (وفدك) هي قرية حائط في منطقة حائل، شرقي خيبر، كان أهلها اليهود، فلما فتحت خيبر طلب أهلها الأمان على أسوة أهل خيبر (وما بقي من خمس خيبر) وكان رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قسم خيبر نصفين: نصفًا لنوائبه وحاجته، ونصفها بين المسلمين. فالمراد بخمس خيبر نصفها الذي كان لرسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وكان أكثر من الخمس، ولعله عبر عنه بالخمس لأنَّ مصرفه كان مصرف الخمس، وسيأتي في طريق معمر عن الزهري [حديث رقم ٥٣] "وسهمه من خيبر" وهو أوضح (إنما يأكل آل محمد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في هذا المال) أي مما يحصل من هذه الأراضي (فوجدت فاطمة) أي غضبت (فهجرته) أي تركت اللقاء والكلام على سبيل الغضب والتقاطع (فلم تكلمه حتى توفيت) وقع عند عمر بن شبة عن طريق معمر "فلم تكلمه في ذلك المال" وروى البيهقي عن طريق الشعبي "أن أبا بكر عاد فاطمة، فقال لها علي: هذا أبو بكر يستأذن عليك. قالت: أتحب أن آذن له؟ قال: نعم. فأذنت له، فدخل عليها فترضاها حتى رضيت" ذكرهما الحافظ. وقال في الأخير: وهو وإن كان مرسلًا فإسناده إلى الشعبي صحيح، وبه يزول الإشكال في جواز تمادي فاطمة عليها السلام على هجر أبي بكر. انتهى (وكان لعلي من الناس وجهة) أي إقبال وإكرام وبشاشة له منهم (استنكر علي وجوه الناس) أي لَمْ يجد فيهم من البشاشة والإقبال =