للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَأْيَكُمْ، وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ، وَلَوْ أَنِّي أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ أَمْرَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَرَدَدْتُهُ، وَاللهِ مَا وَضَعْنَا سُيُوفَنَا عَلَى عَوَاتِقِنَا إِلَى أَمْرٍ قَطُّ إِلَّا أَسْهَلْنَ بِنَا إِلَى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ، إِلَّا أَمْرَكُمْ هَذَا». لَمْ يَذْكُرِ ابْنُ نُمَيْرٍ: إِلَى أَمْرٍ قَطُّ.

(٠٠٠) وَحَدَّثَنَاهُ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَإِسْحَاقُ، جَمِيعًا عَنْ جَرِيرٍ. (ح) وَحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، كِلَاهُمَا عَنِ الْأَعْمَشِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَفِي حَدِيثِهِمَا: إِلَى أَمْرٍ يُفْظِعُنَا.

(٠٠٠) وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: «سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ بِصِفِّينَ يَقُولُ: اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ، وَلَوْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ أَمْرَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا فَتَحْنَا مِنْهُ فِي خُصْمٍ إِلَّا انْفَجَرَ عَلَيْنَا مِنْهُ خُصْمٌ».

(١٧٨٦) وَحَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ: «لَمَّا نَزَلَتْ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ} إِلَى قَوْلِهِ: {فَوْزًا عَظِيمًا} مَرْجِعَهُ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَهُمْ يُخَالِطُهُمُ الْحُزْنُ وَالْكَآبَةُ، وَقَدْ نَحَرَ الْهَدْيَ بِالْحُدَيْبِيَةِ، فَقَالَ: لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا.»

(٠٠٠) وَحَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ النَّضْرِ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ.

(٠٠٠) (ح) وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ. (ح) وَحَدَّثَنَا


٩٦ - قوله: (اتهموا رأيكم على دينكم) أي لا تعتدوا برأيكم ولا تأخذوا به، بل عدوه خطأ في مقابل دينكم، يريد أن الدين يأمر بالصلح والإصلاح بين المسلمين. قال تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات: ١٠] وقال: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات: ٩]، وأنتم تكرهون هذا الصلح، وترون أن المصلحة في القتال، فاعلموا أن رأيكم هذا خطأ، والصواب هو ما أمر به الدين، وأن المصلحة فيه لا في رأيكم، وقد تقدم أن خطابه هذا كان لمن لَمْ يرض من أصحاب علي رضي الله عنه بقبوله التحكيم، ثم استشهد عليه سهل بن حنيف رضي الله عنه بما وقع لهم يوم الحديبية (يوم أبي جندل) أي يوم الحديبية، وإنما نسب إلى أبي جندل رضي الله عنه لأنه جاء أثناء كتابة صلح الحديبية، وهو مقيد في السلاسل، فألقى نفسه بين المسلمين، واستغاث بهم، ولكن رده رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى المشركين، فشق ذلك على المسلمين جدًّا (ولو أستطيع أن أرد أمر رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) جواب "لو" محذوف، أي لرددته. وإلى هنا تم الكلام السابق، وما بعده كلام في قضية صفين واختلاف علي ومعاوية، وفيه اختصار يوضحه حديث صحيح البخاري في المغازي (رقم ٤١٨٩) ففيه: "وما وضعنا أسيافنا على عواتقنا لأمر يفظعنا" أي لخطر من الأخطار "إلَّا أسهلن بنا إلى أمر نعرفه" أي إلَّا أوصلننا إلى حل نرضاه ونرتاح إليه" "قبل هذا الأمر" أي قبل اختلاف علي ومعاوية، فإن السيف لَمْ يأت لهذا الاختلاف بكل، بل "ما نسد منها خصمًا" أي جانبًا "إلَّا تفجر علينا خصم، ما ندري كيف نأتي له". أي كيف نسده، يريد أنهم أرادوا سد جانب الاختلاف بين علي ومعاوية بالتحكيم، فانفجر الاختلاف في أعوان علي نفسه، حيث خرج عليه الخوارج (ما سددنا منه في خصم) وفي بعض النسخ المطبوعة "ما فتحنا منه في خصم" وهو ظاهر الوهم، والصحيح "ما سددنا منه ... إلخ". والخصم بضم الخاء المعجمة وسكون الصاد: الجانب.
٩٧ - قوله: (مرجعه من الحديبية) أي في رجوع النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من الحديبية (وهم يخالطهم ... إلخ) أي والصحابة يخالطهم ... إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>