١٢١ - قوله: (فأتيناهم حين بزغت الشمس) أي وصلنا إلى سكان خيبر حين طلعت الشمس (وخرجوا بفؤسهم ومكاتلهم ومرورهم) الفؤس جمع فاس، وهو آلة يشق بها الحطب أو تقلب بها الأرض، والمكاتل جمع مكتل، بكسر الميم، وهو الزنبيل والقفة، والمرور جمع مر، وهي المساحي، أي المجارف من حديد، وقيل: هي الحبال التي يصعدون بها على النخل، يريد أنهم كانوا غافلين عنا، لا يعلمون بنا، فخرجوا لأعمالهم اليومية وما يهمهم من أمور المعاش من الحرث والزرع والعمل في النخل وما إلى ذلك. ١٢٣ - قوله: (فتسيرنا) من التفعل، أي سرنا (هنيهاتك) بزيادة هاء بعد الياء وفي نسخة: (هنيّاتك) بتشديد الياء، جمع هنية تصغير هنة، يراد بها الشيء الغريب النادر، والمراد هنا الأبيات والأراجيز، لأنَّها نادرة بالنسبة لعامة الكلام (يحدو بالقوم) من الحداء، وهو التغني بأبيات يكون فيه حث للإبل وتنشيط لها على السير (فاغفر، فداء لك، ما اقتفينا) استشكل قوله: "فداء لك" لأنه لا يقال في حق الله، إذ لا يتصور الفداء إلَّا لمن يجوز عليه الفناء، وأجيب بأن الظاهر غير مراد، وإنما المراد به المحبة والتعظيم مع قطع النظر عن ظاهر اللفظ، وقوله: "ما اقتفينا" بقاف ساكنة ومثناة مفتوحة ثم فاء ثم تحتانية ساكنة، أي ما تبعنا واكتسبنا من الخطايا، من قفوت الأثر، إذا اتبعته (إنا إذا صيح بنا أتينا) أي إذا دعينا إلى نصرة الحق والقتال في سبيله أتينا إليه. وروي "أبينا" بالباء بدل التاء، ويكون المعنى أن العدو إذا صاح بنا قاتلناه، ونأبى الخضوع له (وبالصياح عولوا علينا) من التعويل، أي استغاثوا بنا، أي إنما يريدون بالصياح الاستغاثة بنا، ودعوتنا للنصرة (قال: يرحمه الله) ولم يكن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول ذلك لأحد في مثل هذه المواطن إلَّا كان يقتل ويستشهد (فقال رجل من القوم) وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه (وجبت) أي وجبت له الشهادة (لولا أمتعتنا به) أي لولا أبقيته لنا لنتمتع به أي بشجاعته، أي لولا دعوت الله أن يبقيه حيًّا حتى نتمتع به (مخمصة شديدة) أي جوع شديد، وذلك لقلة الزاد وطول الحصار (ثم قال) على سبيل التبشير (إن الله تعالى فتحها عليكم) أي سيفتحها =