١٤ - قوله: (أمرنا) صيغة أمر من التأمير، أي اجعلنا أميرًا (على بعض ما ولاك الله) من البلاد وأعمال العباد، وامتناعه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن تولية الحريص على الولاية لأجل أن الحريص لا يعرف عظم المسئولية، ولو عرفه لما حرص عليه، بل لأعرض عنه، حتى يكره عليه، ولأن الحرص على الولاية هو السبب في اقتتال الناس عليها حتى سفكت الدماء، واستبيحت الأموال والفروج، وعظم الفساد في الأرض. ولذلك لَمْ يجعل الله عونه لمثل هذا الحريص. ١٥ - قوله: (فكلاهما سأل العمل) أي الولاية على بعض البلاد والعباد (وقد قلصت) أي شفته، يعني انضمت وانزوت (فلما قدم عليه) أي معاذ على أبي موسى. وكان أبو موسى واليًا على الكورة السفلى: زبيد ومأرب وزمع والساحل، وكان معاذ بن جبل واليًّا على الكورة العليا من جهة عدن وما يليه من السكون والسكاسك، ولم يكن =