للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٠٠٠) حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعَ عَمْرٌو، جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: «بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ ثَلَاثُمِائَةِ رَاكِبٍ وَأَمِيرُنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، نَرْصُدُ عِيرًا لِقُرَيْشٍ، فَأَقَمْنَا بِالسَّاحِلِ نِصْفَ شَهْرٍ، فَأَصَابَنَا جُوعٌ شَدِيدٌ، حَتَّى أَكَلْنَا الْخَبَطَ، فَسُمِّيَ جَيْشَ الْخَبَطِ، فَأَلْقَى لَنَا الْبَحْرُ دَابَّةً يُقَالُ لَهَا: الْعَنْبَرُ، فَأَكَلْنَا مِنْهَا نِصْفَ شَهْرٍ، وَادَّهَنَّا مِنْ وَدَكِهَا، حَتَّى ثَابَتْ أَجْسَامُنَا، قَالَ: فَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ ضِلَعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ فَنَصَبَهُ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى أَطْوَلِ رَجُلٍ فِي الْجَيْشِ وَأَطْوَلِ جَمَلٍ، فَحَمَلَهُ عَلَيْهِ، فَمَرَّ تَحْتَهُ، قَالَ: وَجَلَسَ فِي حِجَاجِ عَيْنِهِ نَفَرٌ. قَالَ: وَأَخْرَجْنَا مِنْ وَقْبِ عَيْنِهِ كَذَا وَكَذَا قُلَّةَ وَدَكٍ. قَالَ: وَكَانَ مَعَنَا جِرَابٌ مِنْ تَمْرٍ، فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ يُعْطِي كُلَّ رَجُلٍ مِنَّا قَبْضَةً قَبْضَةً، ثُمَّ أَعْطَانَا تَمْرَةً تَمْرَةً، فَلَمَّا فَنِيَ وَجَدْنَا فَقْدَهُ.»

(٠٠٠) وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعَ عَمْرٌو جَابِرًا «يَقُولُ فِي جَيْشِ الْخَبَطِ: إِنَّ رَجُلًا نَحَرَ ثَلَاثَ جَزَائِرَ ثُمَّ ثَلَاثًا، ثُمَّ نَهَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ.»

(٠٠٠) وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، (يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ)، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: «بَعَثَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ ثَلَاثُمِائَةٍ نَحْمِلُ أَزْوَادَنَا عَلَى رِقَابِنَا.»

(٠٠٠) وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ: أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَهُ قَالَ: «بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً ثَلَاثَمِائَةٍ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ، فَفَنِيَ زَادُهُمْ فَجَمَعَ أَبُو عُبَيْدَةَ زَادَهُمْ فِي مِزْوَدٍ، فَكَانَ يَقُوتُنَا حَتَّى كَانَ يُصِيبُنَا كُلَّ يَوْمٍ تَمْرَةٌ.»


١٨ - قوله: (فأكلنا منها نصف شهر) هذا يخالف ما جاء في الحديث السابق "فأقمنا عليه شهرًا" فقيل: أحدهما وهم، وقيل: إن الذي روى "شهرًا" ذكر جميع مدة خروج الجيش، أي مدة ما قبل وجدان الحوت وما بعده، والذي روى "نصف شهر" ذكر مدة ما بعد وجدان الحوت خاصة (وادهنا من ودكها) بفتح الواو والدال، أي من شحمها (حتى ثابت أجسامنا) أي رجعت، وفيه إشارة إلى أنهم أصابهم هزال من الجوع (فنصبه) أي أقام الضلع، والضلع مؤنث، ولكن تأنيثه غير حقيقي فيجوز فيه التذكير (أطول رجل) لم يقع تعيين هذا الرجل، ولكن الظاهر أنه قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنهما، فإنه كان في هذا الجيش، وكان أطول رجل في الصحابة (فمر تحته) أي دون أن يمس رأسه الضلع (حجاج) بحاء مكسورة وتفتح، بعدها جيم مخففة: حفرة العين (قلة ودك) أي جرة شحم أو دسم (قال: وكان معنا جراب من تمر ... إبخ) هذا ذكر لأوائل القصة. فليس فيه مراعاة الترتيب.
١٩ - قوله: (إن رجلًا نحر ثلاث جزائر) جمع جزور، وهي الإبل، والرجل هو قيس بن سعد بن عبادة، صرح به في صحيح البخاري في المغازي (ح ٤٣٦١) ذكر الواقدي أنه قال: من يشتري مني تمرًا بالمدينة بجزور هنا، فقال رجل من جهينة: من أنت؟ فانتسب له، فقال: عرفت نسبك، فابتاع منه خمس جزائر بخمسة أوسق، وأشهد له نفرًا من الصحابة، فامتنع عمر لكون قيس لا مال له، فقال الأعرابي: ما كان سعد ليجني بابنه في أوسق تمر، فبلغ ذلك سعدًا فغضب، ووهب لقيس أربع حوائط أقلها يجذ خمسين وسقًا، قال الحافظ في الفتح: زاد ابن خزيمة "لما قدموا ذكروا شأن قيس، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن الجود من شيمة أهل ذلك البيت" (ثم نهاه أبو عبيدة) لأنه كان يستدين على ذمته، وليس له مال، فأراد الرفق به.
٢١ - قوله: (في مزود) بكسر الميم وسكون الزاء، إناء يوضع فيه الزاد، وهو الجراب (يقوتنا) من التقويت، أي =

<<  <  ج: ص:  >  >>