١٢٦ - قوله: (فاستسقى) أي طلب ما يشرب (شبته) بضم الشين من باب نصر، أي مزجته وخلطته (وجاهه) أي تلقاء وجهه. قال في القاموس: الوجاه والتجاه بالحركات الثلاث في الواو والتاء: التلقاء، يقال قعدت وجاهك وتجاهك أي تلقاء وجهك. ١٢٧ - قوله: (وعن يمينه غلام) هو عبد الله بن عباس (وعن يساره أشياخ) ومنهم خالد بن الوليد رضي الله عنه (أتأذن لي أن أعطي هؤلاء) وفي السنن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: "الشربة لك، وإن شئت آثرت بها خالدًا" قال الحافظ: وكان خالد مع رياسته في الجاهلية وشرفه في قومه قد تأخر إسلامه، فلذلك استأذن له، بخلاف أبي بكر فإن رسوخ قدمه في الإسلام وسبقه يقتضي طمأنينته بجميع ما يقع من النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا يتأثر لشيء من ذلك، ولهذا لم يستأذن الآعرابي له، ولعله خشي من استئذانه أن يتوهم إرادة صرفه إلى بقية الحاضرين بعد أبي بكر دونه، فربما سبق إلى قلبه من أجل قرب عهده بالإسلام شيء، فجرى - صلى الله عليه وسلم - على عادته في تأليف من هذا سبيله. وليس ببعيد أنه كان من كبراء قومه، ولهذا جلس عن يمين النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأقره على ذلك. انتهى. وفيه أن من استحق شيئًا لم يدفع عنه إلا بإذنه كبيرًا كان أو صغيرًا، إذا كان ممن يجوز إذنه (قله) أي وضعه بشيء من الشدة.