١٠ - قوله: (العلم في الثوب) بفتح العين واللام، وهو ما يكون في الثياب من تطريف وتطريز ونحوهما، وكانوا يجعلون ذلك من الحرير فيجعلون على أطراف الثياب حريرًا يزينونها به، وإنما كانوا يختارون لذلك الحرير لكونه قويًّا ناعمًا لطيفًا حسنًا (ميثرة الأرجوان) أما الميثرة فقد تقدم أنه الفراش الوطيء يصنع من الحرير، ويوضع على سرج الفرس أو رحل البعير، أما الأرجوان فهو بضم الهمزة والجيم: صبغ أحمر شديد الحمرة، يذكر ويؤنث (فكيف بمن يصوم الأبد) كأنه خشي أن يكون صوم الشهر بالكامل بمعنى صوم الدهر، فلذلك كان ينهى عنه، ولا شك أنه مبالغة في الاحتياط، فالشهر ليس في معنى الدهر (فخفت أن يكون العلم منه) وهذا الخوف ليس في محله، إذ ورد في بعض طريق حديث عمر مرفوعًا استثناء قدر إصبعين أو أكثر من الحرير - وهو العلم - عن النهي عن لبس الحرير، وذلك عند المصنف (ح ١٢ - ١٥) والبخاري (٥٨٢٨ - ٢٨٣٠) وغيرهما (فهذه ميثرة عبد الله) يشير إلى أن ما بلغه عنه فيها غير صحيح، وكان عبد الله إنما يستعمل منها ما لم يكن مصنوعًا من حرير، ولا بأس به، إذ سبب النهي هو كونها من الحرير، كما تقدم (جبة طيالسة) بالإضافة، جمع طيلسان بفتح اللام لا غير، وهو ضرب من الأكسية يلبس على الكتف أو يحيط بالبدن، خال عن التفصيل والخياطة، أو هو ما يعرف بالشال، وقد ذكروا أن لونه يكون أسود مغبرًا (كسروانية) بكسر الكاف. قيل: وبفتحها، وبسكون السين وفتح الراء، نسبة إلى كسرى ملك الفرس، أي من جنس ما يلبسه ملوك الفرس (لها لبنة ديباج) لبنة بكسر اللام وسكون الباء، قالوا: هي رقعة في جيب القميص (وفرجيها مكفوفين) بالنصب بتقدير "ورأيت فرجيها مكفوفين" والفرجان بسكون الراء هما طرفا الشق الطويل الذي يكون على الصدر، ويبدأ من عند النحر، وربما ينتهي إلى ذيل الجبة والثوب، ومعنى مكفوفين أنه جعل لهما كفة، بضم الكاف، وهي ما يكف به جوانب الجبة ويعطف عليها، فمعنى المكفوف من الثوب ما يكون في أطرافه وجوانبه علم من ثوب آخر، ويكون ذلك في الذيل وفي الفرجين وفي الكمين.