٧ - قوله: (لأن يمتلىء) من الامتلاء وهو الذي لا بقية لغيره معه، فدل على أن القليل من الشعر لا يدخله الذم، وقد استنبط به الإمام البخاري أن المكروه، أن يكون الغالب على الإنسان، الشعر حتى يصده عن ذكر الله والعلم والقرآن، فقد عقد بهذا العنوان بابًا في كتاب الأدب (قيحًا) بفتح القاف وسكون التحتانية بعدها حاء مهملة: المدة لا يخالطها دم (يريه) من الورى، وهو أن يأكل القيح جوفه (خير من أن يمتلىء شعرًا) سواء كان من إنشائه أو تعانى حفظه من شعر غيره، ثم ظاهره العموم في كل شعر، ولكنه مخصوص بما لم يكن مدحًا حقًّا، كمدح الله ورسوله، وما اشتمل على الذكر والزهد، والمواعظ، وعلى التحريض على الجهاد والقتال في سبيل الله، وعلى بيان رفعة الإسلام والمسلمين وحط الكفر والكافرين. ونحو ذلك.