٣٠ - قوله: (خرج يومًا) عند اقتراب وفاته - صلى الله عليه وسلم - (فصلى على أهل أُحد صلاته على الميت) استدل به من يقول بالصلاة على الشهداء. وقال آخرون: إن المراد به أنه دعا لهم كما كان يدعو للميت، وردوا على القائلين بالصلاة عليهم بأنهم لا يقولون بالصلاة على الشهداء بعد دفنهم بنحو ثمان سنين، كما ورد ذلك في طرق هذا الحديث، فالحديث حجة عليهم بدل أن يكون حجة لهم (والله! إني لأنظر إلى حوضي الآن) الظاهر أنه كشف له عنه في ذلك الوقت. ويحتمل أن يكون المراد رؤية القلب، ولكنه بعيد (أعطيت مفاتيح خزائن الأرض) معناه أن أمته سوف تملك خزائن الأرض (أن تتنافسوا فيها) من التنافس، وهو الرغبة في الشيء وحب الانفراد به والمغالبة عليه. ٣١ - قوله: (كالمودع للأحياء والأموات) يعني دعاؤه - صلى الله عليه وسلم - لقتلى أُحد كان كالتوديع للأموات، ثم رجوعه إلى المدينة وخطبته من المنبر كانت كالتوديع للأحياء (أيلة) بفتح فسكون، تقدم أنها مدينة في فلسطين على ساحل خليج العقبة (الجحفة) هي ميقات أهل الشام ما بين مكة والمدينة، يحاذيها رابغ على ساحل البحر الأحمر. وقد اختلفت الروايات في بيان بعد ما بين طرفي الحوض، وسنمر ببعضها، والجمع بينها كلها أنه - صلى الله عليه وسلم - أراد بيان البعد الكثير والمسافة الطويلة والسعة الكبيرة، ولم يرد تحديد مسافة محققة. ٣٢ - قوله: (ولأنازعن أقوامًا) أي أريدهم أن يأتوا إليَّ على الحوض، ويريد الملائكة أن يمنعوهم (ولأغلبن) =