١٣٦ - قوله: (ما دمت في مقامي) هذا ينبىء بأن الله تعالى أوحى إليه بأنه يعلمه عن كل ما يسألونه من المغيبات ما دام هو في هذا المقام، فإذا فارقه ينتهي هذا الإعلام، وإنما كان هذا على سبيل العتاب لما كانوا يكثرون عليه من السؤال (فأكثر الناس البكاء) لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لهم ما قال على وجه الغضب والعتاب (برك عمر) أي جلس على ركبتيه (أولى) كلمة تأتي للوعيد والتهديد، مثل قوله تعالى: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} [القيامة: ٣٤] فكأنه - صلى الله عليه وسلم - قال: أولى لكم أن تعذبوا على ما فعلتم من الإلحاح والإلحاف في السؤال، وقد تأتي للتشجيع على الخير، كما قيل في قوله تعالى: {فَأَوْلَى لَهُمْ (٢٠) طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ} [محمد: ٢٠، ٢١] فكأنه - صلى الله عليه وسلم - قال: كان أولى لكم أن تقولوا مثل ما قال عمر، بدل أن تلحوا في السؤال. وهذا المعنى الثاني أوفق بسياق القصة، لأنه - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك بعدما سكن غضبه بقول عمر وفعله (في عرض هذا الحائط) بضم العين، أي جانبه ووسطه (أعق) أفعل تفضيل، أي أكثر عقوقًا منك، وعقوف الوالدين عدم طاعتهما (قارفت) أي ارتكبت وعملت (بعض ما تقارف ... إلخ) تشير إلى ارتكاب الزنا (فتفضحها) أي تخزيها بكشف سوء عملها.