٢ - قوله: (زهرة الدنيا) أي نعيمها وأعراضها (فبكى أبو بكر وبكى) التكرار يدل على الإكثار من البكاء (وكان أبو بكر أعلمنا به) حيث فهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد بذكر العبد نفسه، وكأن أبا بكر رضي الله عنه فهم هذا الرمز من قرينة ذكره - صلى الله عليه وسلم - ذلك في مرض موته، واستشعر منه أنه أراد نفسه. ولذلك بكى وبكى (إن أمَنَّ الناس) أمَنَّ أفعل تفضيل من المن بمعنى العطاء والبذل، أي إن أبذل الناس لنفسه وماله (خليلا) من الخلة بالضم، وهي الاستصفاء والاختصاص بالمحبة (ولكن أخوة الإسلام) أي حاصلة وكفت، والصحابة وإن كانوا مشتركين في هذه الأخوة، ولكن ظهر رجحان أبي بكر بتخصيصه بالذكر في هذا السياق، وهو سياق تمني الخلة مع مواقف وسوابق أخرى له، ومعلوم أن أخوة الإسلام ومودته متفاوتة بين المسلمين في نصر الدين وإعلاء كلمة الحق وتحصيل كثرة الثواب، ولأبي بكر رضي الله عنه من ذلك أعظمه وأكثره (خوخة) بفتح فسكون، هي باب صغير، قد يكون بمصراع وقد لا يكون، وأصلها طاقة في الجدار تفتح لأجل الضوء، وحيث تكون سفلى يمكن الاستطراق منها. قد ورد لفظ "باب" بدل خوخة، ولا يطلق عليها باب إلا إذا كانت تغلق. ٣ - قوله: (وقد اتخذ الله صاحبكم خليلًا) يريد به النبي - صلى الله عليه وسلم - نفسه.