للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ. قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: الْعِلْمَ».

(٠٠٠) وَحَدَّثَنَاهُ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عُقَيْلٍ. (ح) وَحَدَّثَنَا الْحُلْوَانِيُّ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، كِلَاهُمَا عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ - بِإِسْنَادِ يُونُسَ نَحْوَ حَدِيثِهِ.

(٢٣٩٢) حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ

شِهَابٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي عَلَى قَلِيبٍ عَلَيْهَا دَلْوٌ، فَنَزَعْتُ مِنْهَا مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ فَنَزَعَ بِهَا ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ وَفِي نَزْعِهِ - وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ - ضَعْفٌ، ثُمَّ اسْتَحَالَتْ غَرْبًا فَأَخَذَهَا ابْنُ الْخَطَّابِ، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَنْزِعُ نَزْعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ».

(٠٠٠) وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ. (ح) وَحَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ وَالْحُلْوَانِيُّ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ - بِإِسْنَادِ يُونُسَ نَحْوَ حَدِيثِهِ.

(٠٠٠) حَدَّثَنَا الْحُلْوَانِيُّ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ قَالَ: قَالَ الْأَعْرَجُ وَغَيْرُهُ: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ يَنْزِعُ» - بِنَحْوِ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ.


= التعبير به أن العلم واللبن يشتركان في كثرة النفع وكونهما سببًا للصلاح، فاللبن للغذاء البدني والعلم للغذاء المعنوي.
١٧ - قوله: (على قليب) أي بئر غير مطوية (فنزعت منها) أي استخرجت منها الماء (ذنوبًا أو ذنوبين) بفتح المعجمة: الدلو الممتلىء (وفي نزعه ضعف) والضعف في النزع إنما يظهر باضطراب الحبل وتراجع الدلو إلى الداخل، أو صعوبته وتثاقله على النازع، وقد ارتد ناس كثيرون بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - يعني في عهد أبي بكر - وتراجعوا إلى ما كانوا عليه قبل الإسلام، أو إلى مثله من الضلال، فاضطرب لذلك حبل النظام، وصعب الأخذ بالزمام إلا أن أبا بكر نجح في نزع الدلو، يعني في إعادة الظروف إلى ما كانت عليه حتى استقر الأمر، ويظهر بذلك أن لا عتاب على أبي بكر رضي الله عنه في هذا الضعف، فإنه أمر طرأ على الأمة من غير خيار منه، وإنما الذي فعله هو كبت جماح ثورة الارتداد، وإعادة الأمور إلى نصابها، وهو مما يمدح عليه، ويجزيه الله أعظم الجزاء وأحسنه (ثم استحالت) أي تحولت (غربًا) بفتح فسكون: الدلو العظيمة المتخذة من جلود البقر أو الجاموس ونحوهما. وفيه إشارة إلى توسع رقعة الإسلام في عهد عمر رضي الله عنه (فلم أر عبقريًا) بفتح فسكون ففتح ثم راء مكسورة وياء مشدودة، نسبة إلى موضع تزعم العرب أنه من أرض الجن، ثم نسبوا إليه كل شيء تعجبوا من حذقه أو جودة صنعته وقوته، فهو يطلق على سيد القوم وكبيرهم وقويهم، وعلى كل فاخر وفائق ونفيس من حيوان وجوهر وغيرهما بحيث لا يكون شيء فوقه، ومنه قوله تعالى: {وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} [الرحمن: ٧٦] وهي بسط أهل الجنة وفرشهم (حتى ضرب الناس بعطن) بفتح العين والطاء، هو ما يعد للشرب حول البئر من مبارك الإبل، وقوله: "ضرب الناس" من ضربت الإبل بعطن، أي بركت به، والعطن للإبل كالوطن للناس، ولكن غلب على مبركها حول الحوض، يعني أن الناس أوردوا إبلهم على الماء ثم آووها إلى عطنها، ومعلوم أن الإبل إنما تبرك به حين تفرغ من الرعي والشرب وتطمئن فتستريح، ففيه إشارة إلى أن الناس بلغوا حوائجهم واطمأنوا واستراحوا في عهده رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>