للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ لَقَدْ كَانَ يَشْهَدُ إِذَا غِبْنَا وَيُؤْذَنُ لَهُ إِذَا حُجِبْنَا».

(٠٠٠) وَحَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ هُوَ ابْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ قَالَ: «أَتَيْتُ أَبَا مُوسَى فَوَجَدْتُ عَبْدَ اللهِ وَأَبَا مُوسَى.» (ح)

(٠٠٠) وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: «كُنْتُ جَالِسًا مَعَ حُذَيْفَةَ وَأَبِي مُوسَى» - وَسَاقَ الْحَدِيثَ، وَحَدِيثُ قُطْبَةَ أَتَمُّ وَأَكْثَرُ.

(٢٤٦٢) حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ أَنَّهُ قَالَ: «{وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}. ثُمَّ قَالَ: عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ تَأْمُرُونِي أَنْ أَقْرَأَ؟ فَلَقَدْ قَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً، وَلَقَدْ عَلِمَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي أَعْلَمُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ، وَلَوْ أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا أَعْلَمُ مِنِّي لَرَحَلْتُ إِلَيْهِ. قَالَ شَقِيقٌ: فَجَلَسْتُ فِي حَلَقِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَرُدُّ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَلَا يَعِيبُهُ».

(٢٤٦٣) حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا قُطْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: «وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَا مِنْ كِتَابِ اللهِ سُورَةٌ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ حَيْثُ نَزَلَتْ، وَمَا مِنْ آيَةٍ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ فِيمَا أُنْزِلَتْ، وَلَوْ أَعْلَمُ أَحَدًا هُوَ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللهِ مِنِّي تَبْلُغُهُ الْإِبِلُ لَرَكِبْتُ إِلَيْهِ».


= في حال حياة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وفي الحديث السابق أنه جرى بعد وفاته، والجمع بينهما أنه جرى في الحالتين. ففضل أصحاب الفضل يكثر ذكره ويتكرر. وبمثل هذا يجمع بين هذا الطريق وبين الطريق التالي أنه كان جالسًا مع حذيفة وأبي موسى. أي إن هذا الحوار جرى بين أبي مسعود وأبي موسى مرة، وبين حذيفة وأبي موسى مرة أخرى، على أن قول الإمام مسلم: "وحديث قطبة أتم وأكثر" إشارة إلى أن ذكر حذيفة بدل أبي مسعود وهم.
١١٤ - قوله: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: ١٦١] الأصل في الغلول: الخيانة في الغنيمة وكتمان شيء منها، ثم أطلق على مطلق الخيانة، وسبب قول ابن مسعود هذا لأصحابه وتلاميذه أن عثمان بن عفان رضي الله عنه لما كتب المصاحف وأرسلها إلى الآفاق أمر الناس أن يتمسكوا بمصحفه، ويرسلوا إليه بقية المصاحف التي كانت عندهم، فأحرقها، ولم يرسل ابن مسعود مصحفه، بدليل أنه قرأ كذلك على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأخذه منه. وقال لأصحابه وتلاميذه: غلوا مصاحفكم، أي اكتموها، لأن من غل شيئًا يأت بما غل يوم القيامة، فتأتون أنتم بالمصاحف، وكفى به شرفًا، ومما يؤخذ على ابن مسعود على جلالة شأنه أن ترتيب مصحفه لم يكن هو الترتيب الأخير الذي حصل في عرض جبريل القرآن على النبي - صلى الله عليه وسلم - العرض الأخير، فكان بينه وبين بقية المصاحف اختلاف في الترتيب. وأنه لم يثبت بعض السور ظنًّا منه أنه ليس من القرآن، مثل المعوذتين، وأن ابن مسعود رضي الله عنه كان يقرأ على لغة هذيل، وكان أصل نزول القرآن بلغة قريش، وإنما كانت القراءة على اللغات الأخرى توسعًا في القراءة لا أصلًا في النزول. وكذلك ثبتت زيادة بعض الكلمات في بعض الآيات، ولم تكن تلك الزيادة عند ابن مسعود، وعسى أن تكون تلك الزيادة نزلت فيما بعد نزول أصل الآية، فكان الصواب في ذلك مع عثمان بن عفان رضي الله عنه، وإنما يعذر ابن مسعود أنه لم يطلع عليه (فجلست في حلق) بفتح الحاء واللام، ويجوز كسر الحاء جمع حلقة، وهي الجماعة الجالسة في الدائرة، ثم أطلق على مطلق اجتماع الناس على أحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>