للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٠٠٠) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: شَهِدَ أَبُو سَلَمَةَ لَسَمِعَ أَبَا أُسَيْدٍ الْأَنْصَارِيَّ يَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُ دُورِ الْأَنْصَارِ بَنُو النَّجَّارِ، ثُمَّ بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ، ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ، وَفِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ. قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: قَالَ أَبُو أُسَيْدٍ: اتَّهَمُ أَنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! لَوْ كُنْتُ كَاذِبًا لَبَدَأْتُ بِقَوْمِي بَنِي سَاعِدَةَ. وَبَلَغَ ذَلِكَ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فَوَجَدَ فِي نَفْسِهِ، وَقَالَ: خُلِّفْنَا فَكُنَّا آخِرَ الْأَرْبَعِ، أَسْرِجُوا لِي حِمَارِي آتِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَلَّمَهُ ابْنُ أَخِيهِ سَهْلٌ فَقَالَ: أَتَذْهَبُ لِتَرُدَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمُ؟ أَوَلَيْسَ حَسْبُكَ أَنْ تَكُونَ رَابِعَ أَرْبَعٍ! فَرَجَعَ وَقَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ - وَأَمَرَ بِحِمَارِهِ فَحُلَّ عَنْهُ».

(٠٠٠) حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا أُسَيْدٍ الْأَنْصَارِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: خَيْرُ الْأَنْصَارِ أَوْ خَيْرُ دُورِ الْأَنْصَارِ - بِمِثْلِ حَدِيثِهِمْ فِي ذِكْرِ الدُّورِ، وَلَمْ يَذْكُرْ قِصَّةَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

(٢٥١٢) وَحَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ وَهُوَ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، سَمِعَا أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي مَجْلِسٍ عَظِيمٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: «أُحَدِّثُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الْأَنْصَارِ؟ قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ. قَالُوا: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ثُمَّ بَنُو النَّجَّارِ. قَالُوا: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ. قَالُوا: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ. قَالُوا: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ثُمَّ فِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ. فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ مُغْضَبًا فَقَالَ: أَنَحْنُ آخِرُ الْأَرْبَعِ حِينَ سَمَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَارَهُمْ! فَأَرَادَ كَلَامَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ رِجَالٌ مِنْ قَوْمِهِ:


= الفضيلة التي ذكرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لدور الأنصار (لآثرت بها عشيرتي) بني ساعدة، فجعلتهم أول هذه الدور الأربع ولكن يكون ذلك كذبًا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولن أكذب عليه.
١٧٩ - قوله: (أتهم أنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ ) أتهم مبني للمعروف أو المجهول، أي هل أفترى وأكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ أو هل يتهم عليّ بالكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ (لبدأت بقومي) بني ساعدة، فجعلتهم أول هذه الدور الأربع (خلفنا) بالبناء للمجهول من التخليف، أي أخرنا فجعلنا آخر الناس (أسرجوا لي حماري) أي ضعوا عليه السرج (فحل عنه) من الحل ضد الشد، أي أطلق عنه السرج.
١٨٠ - قدم في هذا الحديث بني عبد الأشهل علي بني النجار، وفي الأحاديث السابقة تقديم بني النجار على بني عبد الأشهل، وفي تلك الأحاديث حديث لأنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عن طريق يحيى بن سعيد لم يختلف عليه، وحديث عن أبي أسيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - له ثلاثة طرق. طريق عن أنس بن مالك عن أبي أسيد، وآخر عن إبراهيم بن محمد بن طلحة عن أبي أسيد، ولم يختلف عليهما، وطريق عن أبي سلمة عن أبي أسيد، واختلف عليه في السند والمتن، فأما السند فروى أبو الزناد عنه عن أبي أسيد وروى الزهري عنه عن أبي هريرة، - كما في سند هذا الحديث - وأما المتن فروى =

<<  <  ج: ص:  >  >>