٢٣ - قوله: (يلد) الظاهر أنه بضم الياء وفتح اللام أصله" يولد" بصيغة المجهول، سقطت منه الواو تخفيفًا (يشركانه) بتشديد الراء من باب التفعيل، أي يجعلانه مشركًا (الله أعلم بما كانوا عاملين) استدل بهذا على التوقف في أولاد المشركين، وقد اختلفوا فيهم كثيرًا، والصواب أنهم كلهم في الجنة، والدليل عليه عدة أحاديث، منها حديث إبراهيم الخليل حين رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجنة وحوله أولاد الناس، وفيه أن الملكين قالا: وأما الولدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة، قال [الراوي] فقال بعض المسلمين: يا رسول الله! وأولاد المشركين؟ قال: وأولاد المشركين. رواه البخاري في آخر تعبير الرؤيا من صحيحه. ومنها قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الاسراء: ١٥] ولا يتوجه على المولود التكليف حتى يبلغ. وهذا متفق عليه، ومنها حديث أنس أخرجه أبو يعلى مرفوعًا: سألت ربي اللاهين من ذرية البشر أن لا يعذبهم فأعطانيهم. قال الحافظ: وإسناده حسن. قال: وورد تفسير اللاهين بأنهم الأطفال من حديث ابن عباس مرفوعًا أخرجه البزار. ومنها ما رواه أحمد من طريق خنساء بنت معاوية بن مريم عن عمتها قالت: قلت: يا رسول الله! من في الجنة؟ قال: النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة. قال الحافظ: إسناده حسن. ومنها ما رواه عبد الرزاق من طريق أبي معاذ عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: سألت خديجة النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أولاد المشركين فقال: هم مع آبائهم، ثم سألته بعد ذلك فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين، ثم سألته بعدما استحكم الإسلام فنزل {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الاسراء: ١٥] قال: هم على الفطرة، أو قال: هم في الجنة. قال الحافظ: =