٤٩ - قوله: (من فتنة النار) أصل الفتنة الامتحان والاختبار، واستعملت في الشرع في اختبار كشف ما يكره، وهي هنا سؤال الخزنة على سبيل التوبيخ، وإليه الإشارة بقوله تعالى: {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ} [الملك: ٨] (وعذاب النار) هو أن يعذب الإنسان بها (وفتنة القبر) هي سؤال الملكين (وعذاب القبر) ما يقع فيه من أنواع التعذيب المذكورة في الأحاديث (ومن شر فتنة الغنى) الغنى فتنة، أي اختبار مطلقًا، قد يأتي بالخير وقد يأتي بالشر، ولذلك لم يستعذ من فتنته مطلقًا، وإنما استعاذ من شر فتنته، وهو أن يكون الغنى باعثا على التمرد والفساد وارتكاب الذنوب والآثام، ويفضي إلى الأشر والبطر والبخل أو الإسراف ونحو ذلك (ومن شر فتنة الفقر) فالفقر خير إذا صبر عليه الإنسان، ولكنه حالة يخشى فيها التسخط وعدم الرضا بالقضاء، والوقوع في الحرام والشبهات لشدة الحاجة (من شر فتنة المسيح الدجال) وهو أن تزل الأقدام عند مجيئه، فلا يثبت الرجل=