٤٤ - قوله: (أصبت حدًّا فأقمه عليّ) قيل باتحاد هذه القصة وما قبلها، وأن الرجل أصاب صغيرة فظنها كبيرة توجب الحد، فعبر عنها بالحد، وقيل: هما قصتان متغايرتان، فيجوز أن يكون قد أصاب حدًّا في الحقيقة، وإنما لَمْ يستفسره النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إيثارًا للستر، ودرءًا للحد، لأنَّ الحد لا يجب بالإقرار المبهم حتى يتعين، وليس على الإمام أن يطلب تعيينه، بل له أن يلقنه ما يرجع به عن الإقرار ويتوب إلى الله، وقيل: إنه ارتكب الحد حقيقة، ولكن الحسنة التي جاء بها من اعترافه طوعًا بخشية الله وحده قاومت السيئة التي عملها، فأسقط عنه الحد، لأنَّ حكمة الحدود الردع عن العود، وصنيعه دال على ارتداعه، فناسب رفع الحد عنه لذلك. وهو الذي اختاره ابن القيم في الهدي.