٥٠ - قوله: (فاستحلفه عمر بن عبد العزيز) استيثاقًا وليطمئن أنه لَمْ يقع في وهم أو خطأ، وذلك لعظم البشارة. ٥١ - قوله: (فيغفرها الله لهم) لأجل إيمانهم، أو لأنهم ندموا عليها أخيرًا فكانوا كالتائبين منها بقلوبهم، أو لمجرد فضل الله عليهم وإن لَمْ يكونوا ندموا وتابوا (ويضعها على اليهود والنصارى) لأنهم كانوا السبب في تلك الذنوب، إذ كانوا يدعون إليها ويحسنونها ويزينونها في أعين الناس، ويهيئون الفرصة لتعاطيها وارتكابها، وكل هذا مشاهد في هذا الزمان علنًا وعيانًا، فهم يعرضون أفحش الأفلام على التلفاز، ليغروا بها الشباب ويشجعوهم على الفجور، ثم يديرون شبكات الدعارة والمجون دوليًّا مع كلّ المغريات لإيقاع الشباب فيها، فلابد أن يتحملوا يوم القيامة تبعات ذلك، إذ هم الدعاة إلى هذا الضلال والفساد، والذي ارتكب هذه الذنوب مهما كبرت فإنه أخف جريمة من هؤلاء المجرمين. فلا غرو أن يغفرها الله لأجل إيمانهم، ويحملها على هؤلاء لأجل كفرهم وبغيهم وفسادهم. وقيامهم بالدعوة إلى الفواحش، وجهدهم في نشرها. وإن الله لا يظلم الناس شيئًا ولكن الناس أنفسهم يظلمون، ثم المذكور في الحديث معاملة ناس من المسلمين، وليس جميعهم، فيحمل على أمثال هؤلاء.