٥٧ - قوله: (أن يسب عندها حسان) لأجل قوله بالإفك وخوضه فيه، وإنما كرهت سبه لكونه قد دافع عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ونافح عنه، وبالغ في هجاء المشركين تأييدًا للإسلام والمسلمين، فرأت عمله هذا أقوى وأغلب من زلة الإفك التي وقع فيها، ولأنه اعتذر بعد نزول القرآن عن قوله، ومدحها كفارة لما سبق منه (عن كنف أنثى قط) كنف بفتحتين: الثوب الساتر، وهو كناية عن عدم جماعه النساء مطلقًا لا حلًّا ولا حرامًا، وقد روي أنه كان حصورًا لا يستطيع أن يأتي النساء، ولكنه غير صحيح فقد روى أبو داود وغيره أن امرأته شكت إلى النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه يضربها إذا صلت، ويفطرها إذا صامت، ولا يصلي الفجر حتى تطلع الشمس، فاعتذر صفوان بأنها تقرأ سورتين، وتصوم متتابعًا، وهو شاب لا يصبر، وأنه من أهل بيت لا يكادون يستيقظون إلَّا مع طلوع الشمس، فزواجه وعدم صبره طويلًا عن الزوجة دليل على رجولته، فالذي قاله يحمل على أنَّه قاله قبل أن يتزوج، لا أنه كان حصورًا (قتل ... شهيدًا) ذكر ابن إسحاق أنه استشهد في غزاة أرمينية في خلافة عمر سنة تسع عشرة، وقيل: بل عاش إلى سنة أربع وخمسين، واستشهد بأرض =