للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ اثْنَتَانِ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ، وَمَا فِي الْجَنَّةِ أَعْزَبُ.»

(٠٠٠) حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: اخْتَصَمَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ: أَيُّهُمْ فِي الْجَنَّةِ أَكْثَرُ؟ فَسَأَلُوا أَبَا هُرَيْرَةَ: فَقَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. بِمِثْلِ حَدِيثِ ابْنِ عُلَيَّةَ

(٠٠٠) وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، (يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ)، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ.

(٠٠٠) (ح) وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ (وَاللَّفْظُ لِقُتَيْبَةَ)، قَالَا: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، لَا يَبُولُونَ، وَلَا يَتَغَوَّطُونَ، وَلَا يَمْتَخِطُونَ، وَلَا يَتْفُلُونَ، أَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ، وَمَجَامِرُهُمُ الْأَلُوَّةُ، وَأَزْوَاجُهُمُ الْحُورُ الْعِينُ، أَخْلَاقُهُمْ عَلَى خُلُقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ، سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ.»

(٠٠٠) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، ثُمَّ هُمْ بَعْدَ ذَلِكَ مَنَازِلُ، لَا يَتَغَوَّطُونَ، وَلَا يَبُولُونَ، وَلَا يَمْتَخِطُونَ، وَلَا يَبْزُقُونَ، أَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ وَمَجَامِرُهُمُ الْأَلُوَّةُ، وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ، أَخْلَاقُهُمْ عَلَى خُلُقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ،

عَلَى طُولِ أَبِيهِمْ آدَمَ، سِتُّونَ ذِرَاعًا»


= "يدخل الجَنَّة من أمتي سبعون ألفًا تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر" والظاهر أن هؤلاء هم الذين يدخلون الجَنَّة بغير حساب (لكل امرىء منهم زوجتان اثنتان) أي من نساء الدنيا، فقد روى أحمد من وجه آخر عن أبي هريرة مرفوعًا في صفة أدنى أهل الجَنَّة منزلة "وإن له من الحور العين لاثنتين وسبعين زوجة سوى أزواجه من الدنيا" وفي سنده شهر بن حوشب، وفيه مقال. ولأبي يعلى من حديث الصور الطويل من وجه آخر عن أبي هريرة في حديث مرفوع "فيدخل الرجل على اثنتين وسبعين زوجة مما ينشىء الله، وزوجتين من ولد آدم" واستدل أبو هريرة بهذا الحديث على أنَّ النساء في الجَنَّة أكثر من الرجال، وهو واضح، ولكن يعارضه قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حديث الكسوف: "رأيتكن أكثر أهل النار" ويجاب بأن ذلك في أول الأمر قبل خروج العصاة من النار بالشفاعة. والله أعلم - ملخصًا من الفتح (يرى مخ سوقهما) المخ بضم الميم وتشديد الخاء المعجمة، ما في داخل العظم من اللب، والمراد وصفهما بالصفاء البالغ (وما في الجَنَّة عزب) وفي نسخة: (أعزب) هو من لا زوجة له. ويلزم من ذلك أن تكون نساء الجَنَّة ضعف رجالها على الأقل.
١٥ - قوله: (لا يمتخطون) من المخاط (لا يتفلون) من التفل وهو البصاق (ورشحهم المسك) أي ما يترشح من جسدهم، وهو العرق (مجامرهم) أي وقود مجامرهم، جمع مجمرة، وهي ما يجمر فيه العود ونحوه، وهي المبخرة، سميت مجمرة لأنَّها يوضع فيها الجمر ليفوح بها ما يوضع فيها من البخور (الألوة) بفتح الهمزة وضم اللام وتشديد الواو، هو العود الذي يتبخر به، وهو العود الهندي (أخلاقهم على خلق رجل واحد) حيث لا تحاسد بينهم ولا تباغض ولا اختلاف، بل قلوبهم طاهرة عن مذموم الأخلاق.
١٦ - قوله: (قال ابن أبي شيبة: على خلق) بضم الخاء واللام (وقال أبو كريب: على خلق) أي بفتح الخاء =

<<  <  ج: ص:  >  >>