٥٧ - قوله: (مشاة) بضم الميم، جمع ماش. ٥٨ - قوله: (أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم) فله فضيلة في هذا على غيره، ولا يلزم منه أفضليته على نبينا - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مطلقًا، بل يمكن أن تكون حلة نبينا - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أعلى وأكمل، فتجبر نفاستها ما فات من الأولية في هذا الخصوص أيضًا. والله أعلم. (فيؤخذ منهم ذات الشمال) أي إلى جهة النار، ورد ذلك صريحًا عند البخاري في حديث أبي هريرة [٦٥٨٧] (ما أحدثوا بعدك) أي ما اخترعوا في الدين من الزيادة والنقص والتغيير والتبديل (لم يزالوا مرتدين ... إلخ) قيل: المراد بهم الذين ارتدوا على عهد أبي بكر، فقاتلهم، فقتلوا وماتوا على الكفر، وقيل: قوم من جفاة الأعراب دخلوا في الإسلام رغبة ورهبة، لا نصرة لهم في الدين، والأصح أن المراد بهم المبتدعون الذين تمسكوا بظاهر الإسلام، وزاغوا عن الصراط المستقيم، لما أحدثوا من البدع والخرافات، فتكون لهم الغرة والتحجيل، لأجل التزامهم بالوضوء والصلاة، ويعرفهم النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بهذه السيما أنهم من أمته، ولكن يبعدون عن الحوض لأجل ما أحدثوا من البدع وعكروا صفو الإسلام، لأنَّ الإحداث في الدين إدخال في الدين ما ليس منه، وافتراء على الله ورسوله الكذب، ومن أظلم ممن افترى على الله كذبًا.