(. . .) قوله: (وتلهيكم) إفعال من اللهو، أي توقعكم في اللهو عن الدين. ٧ - قوله: (أي قوم أنتم؟ ) أي كيف تكونون في أعمالكم وفي سلوككم فيما بينكم؟ (نقول كما أمرنا الله) أي نحمده، ونشكره، ونسأله المزيد من فضله، وننفق في سبيله، ونواسي إخواننا الفقراء والمساكين، ونتبادل فيما بيننا بالهدايا والتحائف (تتنافسون) فيحب كل منكم أن ينفرد بالخيرات دون غيره (ثم تتحاسدون) فيحب كل منكم أن تزول نعمة أخيه، ويتولد ذلك التحاسد لأجل التنافس (ثم تتدابرون) أي تتقاطعون، فيولي كل واحد منكم دبره عن أخيه ويعرض، وهذا التدابر يتولد من التحاسد (ثم تتباغضون) ينشأ بينكم البغض بدل المودة والحب، وهذا البغض يتولد لأجل التدابر (فتجعلون بعضهم على رقاب بعض) أي تغرونهم حتى يقاتل بعضهم بعضًا، وذلك بأن يتخذ كل ذي ثروة منكم حواشي من هؤلاء الضعفاء والمساكين يستخدمهم لكسر شوكة منافسيه. وقد وقع كل ذلك في هذه الأمة، فإنا لله وإنا إليه راجعون.