٢٢ - قوله: (في غنيمة) بضم الغين تصغير غنم، واختلفت الروايات في تعيين هذه الوقعة، فروى أحمد والترمذي عن ابن عباس قال: مر رجل من بني سليم بنفر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، يرعى غنمًا له، فسلم عليهم، فقالوا: لا يسلم علينا إلا ليتعوذ منا، فعمدوا إليه فقتلوه، وأتوا بغنمه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فنزلت هذه الآية {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} [النساء: ٩٤]، إلى آخرها. وروى أحمد أيضًا أنها نزلت في قصة محلم بن جثامة، فقد روى عن أبي حدرد قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى إضم، فخرجت في نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة الحارث بن ربعي، ومحلم بن جثامة بن قيس، فخرجنا حتى إذا كنا ببطن إضم مر بنا عامر بن الأضبط الأشجعي على قعود له، معه متيع - تصغير متاع - له، ووطب من لبن، فلما مر بنا سلم علينا، فأمسكنا عنه، وحمل عليه محلم بن جثامة فقتله، لشيء كان بينه وبينه، وأخذ بعيره ومتيعه، فلما قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخبرناه الخبر نزل فينا {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} - إلى قوله تعالى - {خَبِيرًا} [النساء: ٩٤] وروي أنها نزلت في المقداد بن الأسود، وكان في سرية، فقتل رجلًا شهد أن لا إله إلا الله، ظنًّا منه أنه متعوذ، فلما ذكر للنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فكيف لك بلا إله إلا الله غدًا؟ وأنزل الله هذه الآية. روى ذلك البزار مفصلًا. وذكره البخاري معلقًا مختصرًا عن ابن عباس من غير ذكر نزول الآية. فعنده: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - للمقداد: إذا كان رجل مؤمن يخفي إيمانه مع قوم كفار، فأظهر إيمانه فقتلته، فكذلك كنت تخفي إيمانك بمكة من قبل.