١٥٣ - قوله: (من آذن) من الإيذان أي أعلم وأخبر (آذنته بهم شجرة) ويفيد سياق القرآن في سورة الجن والأحقاف أنه - صلى الله عليه وسلم - علم بهم بما أوحاه الله إليه في هاتين السورتين، ولكن لا منافاة بين هذا الحديث وبين ما يفيده سياق القرآن، إذ يحتمل أن الشجرة آذنت بحضورهم إجمالًا بدون تفصيل، والقرآن أخبره بنوع من التفصيل ببيان ما جرى فيما بينهم، وما جرى بينهم وبين قومهم، والإيذان بالشجرة، فيه نوع من التسلية، لأن هذا وقع - فيما يقال - في رجوعه - صلى الله عليه وسلم - من الطائف، وكان قد لقي هناك ما لقي، وكان كئيبًا حزينًا كسير القلب، فكان في كلام الشجرة له وإيمان الجن به تقوية وعونًا له - صلى الله عليه وسلم - على دعوته، وتسلية عما حدث له أو فات عنه في الطائف، حيث رأى أن الإنس =