١٠٠ - قوله: (بينا أنا أصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم -) قول أبي هريرة هذا يبطل كل التأويلات التي أتى بها الحنفية في بيان معنى قوله: صلى بنا أو صلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لأنهم قالوا المراد به: أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى بالمسلمين وأن أبا هريرة لم يشهد القصة، وإنما يبطلها قوله: "بينا أنا أصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم -" لأنه صريح في حضوره في هذه الصلاة، وإذا بطل تأويلهم هذا، بطل ما بنوا عليه من أن هذا لعله كان قبل نسخ الكلام في الصلاة، لأن النسخ وقع قبل بدر، وأبو هريرة أسلم بعد بدر بزمان. ١٠١ - قوله: (ثم دخل منزله) فيه أن ترك استقبال القبلة والمشي الكثير سهوًا لا يبطل الصلاة (يجر رداءه) أي مستعجلًا، يعني لكثرة اشتغاله بشأن الصلاة خرج يجر رداءه، ولم يتمهل ليلبسه، وسياق هذا الحديث يخالف سياق حديث أبي هريرة في بعض الأمور، مثل أنه - صلى الله عليه وسلم - دخل المنزل أو بقي في المسجد، وأنه سلم من ركعتين أو من ثلاث، والأظهر أن الواقعة واحدة، والذي اختلف فيه هو مما اشتبه على بعض الرواة لطول الزمان، والله أعلم.