(٢) (القصاص) جمع قاص وهو من يحترف الوعظ، فيأتي بغرائب القصص والأخبار عمومًا، ولا يصح منها إلَّا قليل، ولا يتورع عن هذه الغرائب إلَّا النادر القليل منهم. (٣) قالوا: المراد بهذه الرجعة هو ما تزعمه الرافضة: أن عليًّا - رضي الله عنه - في السحاب فلا نخرج مع من يخرج من ولده، حتى ينادى من السماء أن اخرجوا معه، قلت: ولكن تفسير الرجعة في كتب الشيعة أشد وأنكى من هذا بكثير، وملخصه: أن المهدي قائم الزمان، يظهر ويبايع بمكة ويهدم مساجد أهل السنة هناك، ثم يقصد المدينة فيهدم المسجد النبوي لأنه من بناية أهل السنة، وكذلك بقية المساجد، وينبش قبور الشيخين أبي بكر وعمر، فيخرجهما حيين فيصلبهما على شجرة خضراء، فتيبس، ثم يخرج عائشة وحفصة فينتقم منهما، ثم يحيي أمراء أهل السنة وحواشيهم ثلاثة آلاف في ست مرات ويقتلهم، ثم ينزل في النجف فينادي في الجهات الأربع: إليّ عباد الله! فيخرج كلّ شيعي مات من زمن علي إلى ذلك الزمان، من قبره، ينفض التراب من ثوبه، حتى ينزل تحت رايته - وكان الله قد أنزل عليهم في جمادى الأولى مطرًا فكانت لحومهم وأجسادهم قد نبتت في قبورهم - فيرسلهم المهدي إلى الجهات الأربع، فيقتلون كلّ من في قلبه أن أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما - كانا على الحق في خلافتهما، وهذا هو المراد بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "يملأ الدنيا قسطًا كما ملئت جورًا" فهذا هو معنى الرجعة في أمهات كتب الشيعة، - انظر الخطوط العريضة - وأن من لَمْ يؤمن بهذه الرجعة فليس بشيعي، فلا أدري هل للرجعة معنيان عندهم، أم الذين فسروها بالمعنى الأول أخذوه من تفسير جابر لآية سورة يوسف: {فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ .... } الآية [يوسف: ٨٠] كما سيأتي، بينما هو اعتقاد آخر فاسد غير الرجعة. (٤) هو ابن عيينة الإمام المشهور. (٥) وأبو جعفر لَمْ يسمع من النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، بل هو من موضوعات جابر الجعفي وأمثاله من الشيعة.