١٩٥ - قوله: (يجلس يرقب الشمس) أي ينتظرها، وهذا يعني أنه يؤخر الصلاة من غير عذر ولا سبب (حتى إذا كانت بين قرني الشيطان) أي قربت للغروب، لأنها تغرب بين قرني الشيطان كما ورد في الحديث، وقد مضى الاختلاف في المراد بغروبها بين قرني الشيطان (فنقرها) من نقر الطائر وهو ضربه الأرض أو ما في الأرض بالمنقار، شبه سرعة صلاته وسرعة خفضه للركوع والسجود وسرعة رفعه منهما بنقر الطائر والتقاطه الحبة وغيرها من الأرض، لأن الطائر يكون مسرعًا جدًّا في الخفض والرفع عند النقر. والمقصود من هذا التشبيه ذم من أخر الصلاة وصلاها مسرعًا. ١٩٦ - القصة المذكورة في هذا الحديث غير القصة المذكورة في الحديث السابق، والأغلب أن هذا وقع من عمر بن عبد العزيز على عادة الأمراء حينما كان أميرًا على المدينة، ولم يكن يعلم بتأكيد أمر استعجال الصلاة، ولم يكن هذا في زمن خلافته، لأن أنسًا توفي قبل خلافته بسنوات. ١٩٧ - قوله: (من بني سلمة) بكسر اللام (جزورًا) بفتح الجيم، هي الإبل، يطلق على الذكر والأنثى، والجمع جزر بضمتين، والحديث دليل على المبالغة في التبكير بصلاة العصر، وأن وقتها حين يصير ظل الشيء مثله فإن هذا العمل الكثير لا يمكن مع التأخير.