للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نُورًا. وَعَظِّمْ لِي نُورًا. قَالَ كُرَيْبٌ: وَسَبْعًا فِي التَّابُوتِ، فَلَقِيتُ بَعْضَ وَلَدِ الْعَبَّاسِ فَحَدَّثَنِي بِهِنَّ فَذَكَرَ عَصَبِي وَلَحْمِي وَدَمِي وَشَعْرِي وَبَشَرِي وَذَكَرَ خَصْلَتَيْنِ».

(٠٠٠) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ كُرَيْبٍ - مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ - أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ «أَنَّهُ بَاتَ لَيْلَةً عِنْدَ مَيْمُونَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ - وَهِيَ خَالَتُهُ -. قَالَ: فَاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ الْوِسَادَةِ، وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْلُهُ فِي طُولِهَا. فَنَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انْتَصَفَ اللَّيْلُ أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ، أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ الْآيَاتِ الْخَوَاتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رَأْسِي وَأَخَذَ بِأُذُنِي الْيُمْنَى يَفْتِلُهَا. فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أَوْتَرَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى جَاءَ الْمُؤَذِّنُ، فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ. ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ.»،

(٠٠٠) وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْفِهْرِيِّ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَزَادَ: «ثُمَّ عَمَدَ إِلَى شَجْبٍ مِنْ مَاءٍ فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ، وَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ، وَلَمْ يُهْرِقْ مِنَ الْمَاءِ إِلَّا قَلِيلًا. ثُمَّ حَرَّكَنِي فَقُمْتُ». وَسَائِرُ الْحَدِيثِ نَحْوُ حَدِيثِ مَالِكٍ.


= نورًا ... إلخ، وهو بفتح العين والصاد: أطناب المفاصل، قوله: (وذكر خصلتين) أي شيئين آخرين دعا لهما بالنور عدا هذه الخمس المذكورة من السبغ، وكأن سلمة بن كهيل نسيهما، واتضح بعد الجمع بين الطرق أنهما: واجعل في نفسي نورًا، وفي لساني نورًا. والله أعلم.
١٨٢ - قوله: (عرض الوسادة) العرض بفتح العين ضد الطول، والوسادة بالكسر: المخدة التي تكون تحت الرؤوس، وقيل: الفراش، وهو هنا أنسب (يمسح النوم) أي أثره، وذلك بمسح العينين (إلى شن معلقةٍ) الشن بفتح الشين وتشديد النون: القربة الخلقة الصغيرة من أدم. أنثها على إرادة القربة، وسيأتي بلفظ "شن معلق" بالتذكير على إرادة السقاء والوعاء (يفتلها) أي يلويها إما لينبهه على مخالفة السنة أو ليزداد تيقظه لحفظ أفعاله - صلى الله عليه وسلم -، أو ليزيل ما عنده من النعاس، ويؤيده ما سيأتي من قوله: "فجعلت إذا أغفيت أخذ بشحمة أذني" (ثم أوتر) أي بركعة واحدة، لأنه ذكر ركعتين ست عشرات، وكان المجموع ثلاث عشرة ركعة فلا يتم إلا بركعة واحدة فقط من الوتر.
١٨٣ - قوله: (شجب من ماء) بفتح فسكون، هو السقاء الخلق، فهو بمعنى الشن في الحديث السابق وقيل: هو العمود الذي تعلق عليه القربة، والمعنى الأول أنسب للسياق (ولم يهرق) أي لم يصب ولم يفرغ.

<<  <  ج: ص:  >  >>