للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَجَعَلَتْ تَدُورُ وَتَدْنُو وَجَعَلَ فَرَسُهُ يَنْفِرُ مِنْهَا. فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: تِلْكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ».

(٠٠٠) وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ - وَاللَّفْظُ لِابْنِ الْمُثَنَّى - قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: «قَرَأَ رَجُلٌ (الْكَهْفَ)، وَفِي الدَّارِ دَابَّةٌ فَجَعَلَتْ تَنْفِرُ فَنَظَرَ فَإِذَا ضَبَابَةٌ أَوْ سَحَابَةٌ قَدْ غَشِيَتْهُ. قَالَ: فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اقْرَأْ فُلَانُ، فَإِنَّهَا السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ عِنْدَ الْقُرْآنِ - أَوْ تَنَزَّلَتْ

لِلْقُرْآنِ -.»

(٠٠٠) وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو دَاوُدَ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ، فَذَكَرَا نَحْوَهُ غَيْرَ أَنَّهُمَا قَالَا: تَنْقُزُ.

(٧٩٦) وَحَدَّثَنِي حَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، وَحَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ - وَتَقَارَبَا فِي اللَّفْظِ - قَالَا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ خَبَّابٍ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ حَدَّثَهُ «أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ بَيْنَمَا هُوَ لَيْلَةً يَقْرَأُ فِي مِرْبَدِهِ إِذْ جَالَتْ فَرَسُهُ. فَقَرَأَ ثُمَّ جَالَتْ أُخْرَى، فَقَرَأَ ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا. قَالَ أُسَيْدٌ: فَخَشِيتُ أَنْ تَطَأَ يَحْيَى فَقُمْتُ إِلَيْهَا، فَإِذَا مِثْلُ الظُّلَّةِ فَوْقَ رَأْسِي فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ عَرَجَتْ فِي الْجَوِّ حَتَّى مَا أَرَاهَا. قَالَ: فَغَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَيْنَمَا أَنَا الْبَارِحَةَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ أَقْرَأُ فِي مِرْبَدِي، إِذْ جَالَتْ فَرَسِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ قَالَ: فَقَرَأْتُ ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ. قَالَ: فَقَرَأْتُ ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ. قَالَ: فَانْصَرَفْتُ وَكَانَ


= عليه ورجائه منه فتذهب بالهم والحزن والخوف، ويكون نزولها أحيانًا بغير واسطة وأحيانًا بواسطة الملائكة، ثم الملائكة قد ترى وقد لا ترى، فإذا رئي هؤلاء الملائكة فإن ذلك يعد كرامة للرائي ولمن نزلت عليه. وقد أشار الله تعالى إلى هذه السكينة وإلى نزول الملائكة بها في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت: ٣٠].
٢٤١ - قوله: (دابة) أي فرس، وأصله كل ما يدب على الأرض، ولكن غلب استعماله للفرس، من إطلاق العام على الخاص (ضبابة) هي سحابة تغشى الأرض كالدخان (اقرأ، فلان) معناه كان ينبغي لك أن تستمر على قراءة القرآن، وتستكثر منها، فإنها السكينة ... إلخ.
( ... ) قوله: (غير أنهما قالا: تنقز) أي مكان تنفر في قوله: "فجعلت تنفر" وهو بالقاف والزاي بدل الفاء والراي، ومعناه: تثب وتقفز.
٢٤٢ - قوله: (في مربده) بكسر الميم: الموضع الذي يجمع فيه التمر (جالت فرسه) أي وثبت ودارت، والفرس يذكر ويؤنث (أن تطأ يحيى) أي تدوسه برجلها، ويحيى هو ابن أسيد بن حضير، وكان نائمًا على مقربة من الفرس (مثل الظلة) بضم الظاء وتشديد اللام، هي كل ما يضلل به من نحو السقف والقبة والصفة، ويطلق على سحابة تظل، هو المراد هنا، ومنه عذاب يوم الظلة، قالوا: غيم تحته سموم و (السرج) بضمتين: المصابيح، جمع سراج (عرجت في الجو) أي صعدت في الفضاء. والظاهر أن القصة المذكورة في هذا الحديث غير القصة المذكورة في الحديث=

<<  <  ج: ص:  >  >>