٣ - قولها: (حتى استكمل أربع ركعات وأربع سجدات) أي استكمل أربع ركوعات وأربع سجدات في ركعتين، في كل ركعة ركوعان وسجدتان (فافزعوا للصلاة) أي قوموا إلى الصلاة فزعين ملتجئين من عذابه (يفرج الله عنكم) أي يكشف الخسوف ويذهب به (قطفًا) بكسر فسكون، هو المتراكم من حبوب الثمار، وأكثر ما يستعمل للعنب، وهو المراد هنا، (أقدم) متكلم من التقديم، أي أقدم نفسي أو رجلي (يحطم) أي يكسر بعضها بعضها لشدة تلهبها واضطرابها كأمواج البحر التي يحطم بعضها بعضًا (ورأيت فيها عمرو بن لُحَي) لُحَي بضم اللام وفتح الحاء وتشديد الياء، وهو عمرو بن لحي الخزاعي، وهو أول من دعا العرب إلى عبادة الأصنام وسن لها سننا، وذلك أنه كان قد نشأ على أمر عظيم من المعروف والصدقة والحرص على أمور الدين، فأحبه الناس ودانوا له، ظنًّا منهم أنه من أكابر العلماء وأفاضل الأولياء، ثم سافر إلى الشام، فرآهم يعبدون الأوثان، فاستحسن ذلك وظنه حقًّا، لأن الشام محل الرسل والكتب، فقدم معه بهبل، وجعله في جوف الكعبة، ودعا أهل مكة إلى الشرك بالله، فأجابوه، وظنوا أنه بدعة حسنة وليس تغييرًا لدين إبراهيم، ثم جاء بأصنام قوم نوح - ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر - من جدة، ودفعها إلى القبائل في أيام الحج، فذهبت بها تلك القبائل إلى أوطانها، وعبدتها حتى انتشر الشرك في سائر العرب (وهو الذي سيب السوائب) سيب ماض من التسييب، وهو ترك الحيوان وإطلاقه باسم الآلهة، والسوائب جمع سائبة، وهي ناقة كانت إذا ولدت عشر إناث متتابعة ليس بينهن ذكر يسيبونها أي يتركونها لآلهتهم، فلم يركب ظهرها، ولم يقطع=