للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَقْتُلُ أَصْحَابِي إِنَّ هَذَا، وَأَصْحَابَهُ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْهُ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ.»

(٠٠٠) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ،

(٠٠٠) (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْسِمُ مَغَانِمَ، » وَسَاقَ الْحَدِيثَ.

(١٠٦٤) حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: «بَعَثَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ بِالْيَمَنِ بِذَهَبَةٍ فِي تُرْبَتِهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَسَمَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ الْحَنْظَلِيُّ، وَعُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ عُلَاثَةَ الْعَامِرِيُّ ثُمَّ أَحَدُ بَنِي كِلَابٍ وَزَيْدُ الْخَيْرِ الطَّائِيُّ، ثُمَّ أَحَدُ بَنِي نَبْهَانَ قَالَ: فَغَضِبَتْ قُرَيْشٌ فَقَالُوا: أَتُعْطِي صَنَادِيدَ نَجْدٍ، وَتَدَعُنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ؛ لِأَتَأَلَّفَهُمْ فَجَاءَ رَجُلٌ كَثُّ اللِّحْيَةِ، مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ، غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ، نَاتِئُ الْجَبِينِ، مَحْلُوقُ الرَّأْسِ، فَقَالَ: اتَّقِ اللهَ يَا مُحَمَّدُ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَمَنْ يُطِعِ اللهَ إِنْ عَصَيْتُهُ أَيَأْمَنُنِي عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، وَلَا تَأْمَنُونِي، قَالَ: ثُمَّ أَدْبَرَ الرَّجُلُ فَاسْتَأْذَنَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فِي قَتْلِهِ، (يُرَوْنَ أَنَّهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ».


= مكة، جمعت فيه غنائم حنين (منصرفه من حنين) أي حين انصرافه من غزوة حنين ومتعلقاتها من الأوطاس والطائف، وبعد الفراغ من جميعها (لا يجاوز حناجرهم) الحناجر جمع حنجرة وهي الحلقوم، ولهذا الكلام معنيان، أحدهما أن القرآن لا يجاوز من حلقومهم إلى قلوبهم فلا يفقهونه، ولا ينتفعون بما تلوا منه، فلا يكون لهم منه حظ سوى التلاوة. والثاني أن تلاوتهم لا ترتفع إلى الله، ولا تكون مقبولة عنده (يمرقون منه) أي يخرجون من القرآن المذكور أو من الدين المفهوم (من الرمية) بتشديد الياء: الصيد المرمى، يعني كالسهم إذا دخل في جسد الصيد من جهة وخرج من جهة أخرى فلا يتعلق به شيء من جزء الصيد كذلك هؤلاء يخرجون من الدين، لا يتعلق بهم جزء منه.
( ..... ) قوله: (مغانم) جمع مغنم، وهو الغنيمة.
١٤٣ - قوله: (بذهبة) أي بقطعة من الذهب (في تربتها) أي ترابها، يعني كانت مخلوطة مع أجزاء أخرى كما تكون عند إخراجها من المعادن، ولم تكن قد سبكت وخلصت منها (زيد الخير) كان يقال له في الجاهلية زيد الخيل، لكرائم الخيل التي كانت له، فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: زيد الخير (صناديد نجد) أي ساداتها ورؤوساؤها، جمع صنديد بالكسر (كث اللحية) بفتح فتشديد أي كثيف اللحية (مشرف الوجنتين) الوجنتان: العظمان الناتئان تحت العينين. ومشرفهما: مرتفعهما فوق المعتاد (غائر العينين) أي داخلهما، يعني كانت عيناه داخلتين في المحاجر فوق المعتاد (ناتىء الجبين) أي بارز الجبهة (محلوق الرأس) وحلق الرأس كان على خلاف عادة العرب (يرون أنه خالد بن الوليد) وسيأتي ذلك بالجزم، ويأتي أيضًا بالجزم أنه عمر بن الخطاب. ويأتي أيضًا ما يفيد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استأذن في قتله وهو موجود، وأن خالد بن الوليد استأذن في قتله بعدما أدبر، وبذلك يجمع بين الروايتين (من ضئضىء هذا) أي من أصله. وضئضىء بكسر فسكون فكسر (لأقتلنهم قتل عاد) أي قتلًا عامًّا مستأصلًا. كما قال الله تعالى =

<<  <  ج: ص:  >  >>