للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ وَقَالَ: نَاشِزُ الْجَبْهَةِ، كَرِوَايَةِ عَبْدِ الْوَاحِدِ وَقَالَ: إِنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمٌ وَلَمْ يَذْكُرْ لَئِنْ

أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ ثَمُودَ.

(٠٠٠) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ «أَنَّهُمَا أَتَيَا أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ فَسَأَلَاهُ عَنِ الْحَرُورِيَّةِ هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُهَا؟ قَالَ: لَا أَدْرِي مَنِ الْحَرُورِيَّةُ وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَخْرُجُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ (وَلَمْ يَقُلْ مِنْهَا) قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ فَيَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حُلُوقَهُمْ - أَوْ حَنَاجِرَهُمْ - يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَيَنْظُرُ الرَّامِي إِلَى سَهْمِهِ إِلَى نَصْلِهِ إِلَى رِصَافِهِ فَيَتَمَارَى فِي الْفُوقَةِ، هَلْ عَلِقَ بِهَا مِنَ الدَّمِ شَيْءٌ؟ ».

(٠٠٠) حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، (ح) وَحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِهْرِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالضَّحَّاكُ الْهَمْدَانِيُّ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: «بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْسِمُ قَسْمًا أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ اعْدِلْ


= وفادته التي توعد فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - بالقتال بألف أشقر وألف شقراء، أي ألف فرس ذكر وألف فرس أنثى، ولم يدرك زمان هذه الوقعة (ناشز الجبهة) أي بارزها (مشمر الإزار) أي كان قد رفعه إلى نصف الساق (أن أنقب عن قلوب الناس) أي أفتش وأبحث عما في قلوبهم، (وأشق بطونهم) لأعلم ما في داخلهم. ومعناه أني أمرت بالحكم بالظاهر، والله يتولى السرائر (مقف) أي مول قد جعل قفاه إلينا (يتلون كتاب الله رطبًا) أي سهلًا لكثرة حفظهم ودوام قراءتهم (قتل ثمود) أي قتلًا عامًّا مستأصلًا. كما قال تعالى: {وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى (٥١)} [النجم: ٥١] فذكم ثمود هنا كذكر عاد في الحديث الذي قبله.
١٤٧ - قوله: (الحرورية) أي الطائفة الحرورية وهم الخوارج، سموا بذلك لأنهم أول ما رجعوا من صفين اعتزلوا عليًّا، ولم يدخلوا في الكوفة، بل نزلوا بقرية حروراء قريبة من الكوفة، ثم اشتد أمرهم حتى تعاقدوا على قتال علي رضي الله عنه، فقاتلوه في نهروان فقلتوا حتى لم يسلم منهم إلا أقل من عشرة، وسموا بالخوارج لخروجهم على الجماعة أو عن طريق الجماعة. وسموا بالمارقة لقوله - صلى الله عليه وسلم - فيهم: يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية (يخرج في هذه الأمة، ولم يقل: منها) وهذا يدل على غاية تيقظهم واحتياطهم في أداء الألفاظ. والفرق بينهما أن كلمة "من" تقتضي كونهم من الأمة، وكلمة "في" أعم من أن يكونوا من الأمة أو من الخارجين عنها، أي كفارًا. والصحيح عند أهل السنة أن الخوارج لا يكفرون (تحقرون صلاتكم مع صلاتهم) أي هم يكونون على شيء كبير من الزهد والتقوى والالتزام بالفرائض والنوافل، حتى يحقر الصحابة عبادتهم بجنب عبادة هؤلاء الخوارج، ولكنهم يخرجون من الدين تمام الخروج (إلى نصله، إلى رصافه) كأنهما بدلان من قوله: "إلى سهمه" والنصل: حديدة السهم. والرصاف بالكسر: مدخل النصل (فيتمارى) من المرية، أي يشك (الفوقة) والفوق بضم الفاء: الجزء الخلفي الأخير من السهم الذي يوضع على الوتر عند رمي السهم.
١٤٨ - قوله: (نصله) أي حديدة سهمه (رصافه) مدخل نصله (نضيه) بفتح فكسر فتشديد، فسره في الحديث بالقدح، وهو عود السهم (قذذه) بضم ففتح، هو ريش السهم، واحدتها قذة (سبق الفرث والدم) يعني أن السهم جاوز فرث الرمية ودمها، ولم يعلق فيه منهما شيء (مثل البضعة) بفتح الباء، أي مثل القطعة من اللحم (تدردر) بحذف إحدى التائين، وأصله تتدردر، ومعناه: تضطرب وتذهب وتجيء (على حين فرقة من الناس) فرقة بضم الفاء، أي في =

<<  <  ج: ص:  >  >>