٨٣ - قوله: (والفرق ثلاثة آصع) آصع جمع صاع، والصاع مكيال يسع أربعة أمداد، يعني خمسة أرطال وثلثي رطل، وهو مذهب مالك وأحمد وجماهير العلماء، وهو يوازن كيلوين وخمسمائة غرام تقريبًا. قال الحافظ في الفتح: وأخرجه الطبري من طريق يحيى بن آدم عن ابن عيينة فقال فيه: قال سفيان: والفرق ثلاثة آصع. فأشعر بأن تفسير الفرق مدرج، لكنه مقتضى الروايات الأخر: ففي رواية سليمان بن قرم عن ابن الأصبهاني عند أحمد "لكل مسكين نصف صاع". وفي رواية يحيى بن جعدة عند أحمد أيضًا أو أطعم ستة مساكين مدين مدين". وفي رواية زكريا عن ابن الأصبهاني عند مسلم "أو يطعم ستة مساكين، لكل مسكينين صاع". وكذا أخرجه مسدد في مسنده عن أبي عوانة عن ابن الأصبهاني. وللبخاري عن أبي الوليد عن شعبة عن ابن الأصبهاني: "أو أطعم ستة مساكين، لكل مسكين نصف صاع". انتهى. ٨٤ - قوله: (ثلاثة آصع من تمر) وفي الرواية التالية "نصف صاع طعامًا لكل مسكين" والطعام أكثر ما يطلق على الحنطة، لكن المراد به هنا التمر، كما صرح بذلك في عدة طرق عند أحمد وأبي داود وغيرهما، ولكن روى الدارقطني في الغرائب" نصف صاع حنطة" وعند أبي داود والبيهقي: يطعم فرقا من زبيب بين ستة مساكين. ولا بد من ترجيح إحدى هذه الروايات، لأنها قصة واحدة، في مقام واحد، في حق رجل واحد. قال الحافظ: المحفوظ عن شعبة أنه قال "نصف صاع من طعام" والاختلاف عليه في كونه تمرًا أو حنطة لعله من تصرف الرواة، وأما الزبيب=