٢٨٨ - قوله: (صلى المغرب بجمع، والعشاء بإقامة) وفي الحديث الذي بعد هذا "صلاهما بإقامة واحدة" وكذا في الحديثين بعده، وروى البخاري عن ابن عمر قال: جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - المغرب والعشاء بجمع، كل واحدة منهما بإقامة. قال ابن حزم: وأشد الاضطراب في ذلك عن ابن عمر، فإنه روي عنه من عمله الجمع بينهما بلا أذان ولا إقامة، وروي عنه أيضًا بإقامة واحدة، وروي عنه موقوفا بأذان واحد وإقامة واحدة، وروي عنه مسندًا: الجمع بينهما بإقامتين، وروى عنه مسندًا بأذان واحد وإقامة واحدة. انتهى. وحيث إن الروايات عن ابن عمر مضطربة جدًّا فهي لا تصلح للاستدلال. وقد تقدم في حديث أسامة بن زيد (رقم ٢٧٩، ٢٧٦) أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى المغرب والعشاء بالمزدلفة بإقامتين. وليس فيه ذكر الأذان لا إثباتًا ولا نفيا. وهو الذي يدل عليه حديث ابن عمر الذي رواه البخاري. وتقدم في حديث جابر الطويل أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى بالمزدلفة المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين، فهذه أصح الروايات وهي متفقة على أنه - صلى الله عليه وسلم - صلاهما بإقامتين. وأفاد حديث جابر زيادة الأذان، وسكت عنه حديث أسامة وابن عمر، فيؤخذ بهذه الزيادة. والحاصل أن الصحيح أنه - صلى الله عليه وسلم - صلاهما بأذان واحد وإقامتين. وكل ما روي خلاف ذلك فهو محمول على=