١٠٠ - قوله: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ... إلخ) أي لا يفعل هذه المعاصي وهو كامل الإيمان، وإنما اختير هذا التأويل لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي ذر وغيره: "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، وإن زنى وإن سرق" ولحديث عبادة بن الصامت الصحيح المشهور أنهم بايعوه - صلى الله عليه وسلم - على أن لا يسرقوا ولا يزنوا، ولا يعصوا في معروف ... إلى آخره، ثم قال لهم - صلى الله عليه وسلم -: "فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن فعل شيئًا من ذلك فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له، ومن لم يعاقب فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه" ولقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: ١١٦]. فإن مرتكب المعاصي غير الشرك لو لم يكن مؤمنًا لم يكن لمغفرته معنى. وقوله: (إن أبا بكر كان يحدثهم هؤلاء) أي هؤلاء الكلمات المذكورة في حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب. وقوله: (يلحق معهن ... إلخ) أي مرفوعًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وليس من عند نفسه. وقوله: (ذات شرف) أي ذات قدر عظيم، وقيل: ذات استشراف يستشرف الناس لها، ناظرين إليها، رافعين أبصارهم فيها. ١٠١ - قوله: (يذكر مع ذكر النهبة) أي إن أبا بكر بن عبد الرحمن يذكر الحديث مع ذكر النهبة، لا خاليا عنها.