٤٤٦ - قوله: (عن أبي شريح العدوي) صحابي مشهور، أسلم قبل الفتح، سكن المدينة، وكان من عقلائها، توفي سنة ثمان وستين (قال لعمرو بن سعيد) أي ابن أبي العاص بن سعيد بن العاص بن أمية القرشي الأموي المعروف بالأشدق، وذلك أنه صعد المنبر فبالغ في شتم علي رضي الله عنه فأصابته لَقْوة، وكان واليًّا على المدينة من قبل يزيد (وهو يبعث البعوث) أي يرسل الجيوش إلى مكة لقتال ابن الزبير فيها. وذلك لأن عبد الله بن الزبير امتنع عن مبايعة يزيد، واعتصم بمكة، وكان يسمى عائذ البيت، وغلب على أمرها، فكان يزيد يأمر أمراءه على المدينة أن يجهزوا إليه الجيوش، فلما أخذ عمرو بن سعيد في تجهيز الجيوش نصحه أبو شريح (الغد من يوم الفتح) أي ثاني يوم الفتح (ووعاه قلبي) أي حفظه (وأبصرته عيناي حين تكلم به) أراد بهذا وما تقدمه المبالغة في تحقيق حفظه إياه بتثبت زمانه ومكانه ولفظه (فإن أحد ترخص) أي أبدى الرخصة وتكلف لها مستدلا بقتال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (كحرمتها بالأمس) أي قبل الفتح، وقبل حل القتال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إن الحرم) أي حرم مكة (لا يعيذ) أي لا يجير ولا يعصم (عاصيًا) خرج من طاعة الأمير، وأشار به إلى ابن الزبير، لأنه كان يعتقد أن ابن الزبير عاص بامتناعه من امتثال أمر يزيد (ولا فارًّا بدم) أي الذي وجب قتله بسبب من الأسباب الشرعية ففر والتجأ بالحرم (ولا فارا بخربة) بفتح الخاء وسكون الراء. وقيل: بضم الخاء. هو الفساد في الدين أو في المجتمع. وقيل: بالضم: الفساد، وبالفتح السرقة. ٤٤٧ - قوله: (حبس عن مكة الفيل) أي منعه عنها حين جاء به أبرهة لهدم الكعبة (وسلط) من التسليط أي أعطى الغلبة والسيطرة (ساقطتها) الشيء الذي سقط فيها ولم يشعر به مالكه (إلا لمنشد) اسم فاعل من الإنشاد أي معرف، وهو الذي يعرف اللقطة ويحتفظ بها إلى أن يحضر صاحبها فيردها إليه (فهو بخير النظرين) أي صاحب القتيل ووليه بالخيار بين أمرين ورأيين أيهما اختار فهو له وهما (إما أن يفدى) أي يعطى له فداء القتيل، وهو الدية (وإما أن يقتل) القاتل على سبيل القصاص.