٤٨٨ - قوله: (أمرت) على بناء المجهول، أي أمرني ربي (بقرية) أي بالهجرة إلى قرية، والنزول فيها، أو بالمقام في قرية واستيطاتها (تأكل القرى) بضم القاف، جمع قرية، أي تغلبها وتظهر عليها، والمعنى أن أهلها يغلبون على أهل سائر البلاد فيفتحونها، ويأكلون أموالها ويسبون ذراريها، فكني بالأكل عن الغلبة، لأن الآكل غالب على المأكول، ولأنه نتيجة الغلبة، وقد وقع ذلك في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن أول الخلافة الراشدة إلى عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، ققد غلب المسلمون معظم العالم المتحضر آنذاك (يقولون يثرب) أي يسمونها بذلك، يقال: إنها سميت بيثرب باسم يثرب بن قانية من ولد إرم بن سام بن نوح، لأنه أول من سكنها بعد الطوفان، وقيل: هو اسم كان لموضع منها سميت به كلها، وقيل: سميت باسم واحد من العمالقة نزلها. ٤٨٩ - قوله: (بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) من المبايعة، وهي المعاقدة والمعاهدة، زاد في رواية البخاري: "على الإسلام" (فأصاب الأعرابي وعك) بفتح الواو وسكون العين، وقد تفتح، وهو الحمى وشدتها، وفي رواية البخاري: "فجاء من الغد محموما" (أقلني بيعتي) أي أيطل بيعتي وانقض العهد الذي أعطيتكه، والظاهر أنه لم يرد الإقالة من الإسلام، وإنما أراد الإقالة مما أوجبه الإسلام، وهو الهجرة، وكانت في ذلك الوقت واجبة، ووقع الوعيد على من رجع أعرابيًّا بعد هجرته (تنفى خبثها) بفتحتين هو وسخ الحديد وأمثاله، أي إنها تطرد وتبعد أهل الخبث من أهل الشقاء والكفر، ومن أهل النفاق والذنوب إن استمروا عليها، وإلا فتخلصهم وتطهرهم وتقودهم إلى التقوى والصلاح، وهو المراد بقوله: (وينصع) بفتح الياء وسكون النون وفتح الصاد، فعل مجرد من النصوع، وهو=