= (أفيق) هو الجلد الذي لم يتم دباغه، جمعه أفق بفتحتين مثل أديم، وأدم (فابتدرت عيناي) أي سبقتا بالدموع، أي لم أتمالك أن بكيت حتى سالت دموعي (وصفوته) بفتح الصاد، أي نخبته ومصطفاه من خلقه (وأحمد الله) جملة معترضة، و (بكلام) متعلق بتكلمت (ونزلت هذه الآية: آية التخيير: عسى ربه إن طلقكن) هذه الآية ليست بآية التخيير، بل آية التخيير هي ما نزلت في سورة الأحزاب {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} الآية [الأحزاب: ٢٨] فالظاهر أن تسمية الآية المذكورة في هذا الحديث بآية التخيير وهم (فقلت يا رسول الله! أطلقتهن؟ ) أي قلت ذلك بعدما تقدم من الكلام، وليس أنه قال ذلك بعد نزول الآية، بل نزولها تأخر عن ذلك الوقت، وإنما ذكرها لبيان موافقة الله له، ثم عاد إلى بيان بقية القصة (تحسر الغضب) أي زال وتكشف (كشر) أي أبدى أسنانه تبسمًا، ويقال ذلك أيضًا في الغضب (ثغرا) بفتح فسكون، هو ما تقدم من الأسنان (أتشبث بالجذع) أي مستمسكًا به بيدي، (فقلت: يا رسول الله! إنما كنت في الغرفة تسعة وعشرين ... إلخ) هذا لا يمكن أن يقال إلا بعد انتهاء هذه الفترة. وأما قوله: "ثم نزل نبي الله ونزلت" فالسياق يقتضي أنه وقع في أول يوم. لكن الظاهر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ينزل في ذلك الحين، فيقال إنه ذكر نزوله - صلى الله عليه وسلم - لبيان الفرق بين كيفية نزوله وكيفية نزول النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يراع الترتيب، ولذلك ذكر ما قاله في اليوم التاسع والعشرين قبل أن يتمم بيان ما وقع في اليوم الأول، كأنه قال: "نزل نبي الله حين نزل كأنما يمشي على الأرض، ما مس الجذع بيده" "ونزلت حين نزلت متشبثًا بالجذع" وأنه حين نزل أخيرًا وراح إلى الأزواج قلت له كذا وقال لي كذا، وقوله: (فقمت على باب المسجد) عود إلى بيان بقية ما حدث في اليوم الأول بعد رجوعه من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (والخوف) أي الحرب (أذاعوا به) أي نشروه بين الناس وذكروه للعامة والخاصة (يستنبطونه) أي يستخرجونه من أصل=