للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال غيره: تُوفِّي معاويةُ بدمشقَ (١) يوم الخميسِ لِثَمانٍ بَقِينَ مِن رجب سنة تسع وخمسين، [وهو ابن اثنتين وثمانين] (٢)، وكانت خلافتُه (٣) تسعَ عَشْرَةَ سنةً وثلاثة أشهرٍ وعشرين يومًا.

وكان يَتَمَثَّلُ وهو قد احتُضِرَ :

فَهَلْ مِن خالدٍ إِمَّا هَلَكْنَا .... وهل بالموتِ يا للنَّاس عارُ (٤)

وروى محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بن عبدِ الحكم، قال: سمعتُ الشافعي يقولُ: لمَّا ثَقُلَ معاوية كان يزيدُ غائبًا، فكتب إليه بحاله، فلما أَتَاه الرسولُ أنشأ يقولُ:

جاءَ البريدُ بِقِرْطاسِ يَحُثُّ به … فأوجَسَ (٥) القلبُ مِن قِرْطاسِه فَزِعَا

قلنا لك الوَيْلُ ماذا في صحيفتكم … قالوا الخليفةُ أمْسَى مُثْبَتًا وَجِعَا

فَمَادَتِ الأرض أو كادَتْ تَمِيدُ بنا … كأَنَّ ثَهْلَانَ مِن أركانِهِ انْقَلَعَا (٦)

أَوْدَى ابن هند وأودَى المجدُ يَتْبَعُه … كانا جَمِيعًا فَظَلَّا يَسريانِ (٧) مَعَا


(١) بعده في ر، م: "ودفن بها".
(٢) سقط من: ر، وفي م: "وهو ابن اثنين وثمانين سنة".
(٣) من هنا خرم في النسخة ي ١ ينتهي ص ٤٥٩.
(٤) من خالد، أي: من خلود، والبيت لعدي بن زيد العبادي في أبيات قالها في سجن النعمان ابن المنذر كما في الشعر والشعراء، ١/ ٢٢٩، والتمثيل والمحاضرة ص ٥٣.
(٥) في ط: "فأوحش"، وفي الحاشية كالمثبت.
(٦) في م، وحاشية ط: "انقطعا".
وقال سبط ابن العجمي: "انقلعا، كذا بخط الكاتب، في هامشه: انقطعا".
(٧) في ر: "يسرعان".