للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الكُرماءِ مِن قريشٍ، ثمَّ وَلَّاه عثمانُ بعدَ ذلك مصرَ في سنةِ خمسٍ وعشرينَ، وفُتِح على يديهِ إفريقِيةُ سنةَ سبعٍ (١) وعشرينَ، وكان فارسَ بني عامرِ بن لُؤَيٍّ المعدودُ فيهم، وكان صاحبَ مَيمَنةِ عمرِو بن العاصى في افتتاحِه مصرَ وفى حُرُوبِه هناك كلِّها، ووَلِيَ حربَ (٢) مصرَ لعثمانَ أيضًا، فلمَّا وَلَّاه إيَّاها عُثمانُ، وعزَل عنها عمرَو بنَ العاصي جعَل عمرُو بنُ العاصي يَطْعُنُ على عثمانَ (٣)، ويُؤلِّبُ (٤) عليه، ويسعَى في إفسادِ أمرِه، فلمَّا بلَغه قتلُ عثمانُ، وكان مُعتزِلًا بفلسطينَ، قال: إنِّي إذا نَكَأْتُ قُرْحةً أَدْمَيْتُها (٥)، أو نحوَ هذا.

حدَّثنا خلفُ بنُ قاسمٍ، حدَّثنا الحسنُ بنُ رَشِيقٍ، حدَّثنا الدُّولابيُّ، حدَّثنا أبو بكرٍ الوَجِيهيُّ، عن أبيه، عن صالحِ بن الوجيهِ، قال: وفي سنةِ خمسٍ وعشرينَ انتَقَضَتِ الإسكندريَّةُ، فافتتَحَها عمرُو بنُ العاصي، وقتَل المُقاتِلةَ، وسَبَى الذُّرِّيةَ، فأمَر عثمانُ بِرَدِّ السَّبْيِ الذين سُبُوا مِن القُرَى إلى مواضعِهم؛ للعهدِ الذي كان لهم، ولم يَصِحَّ عندَه نقضُهم، وعزَل عمرَو بنَ العاصي، ووَلَّى عبدَ اللهِ بنَ سعدِ بن أبي سَرْحٍ، وكان ذلك بدءَ الشَّرِّ بينَ عثمانَ وعمرِو بن العاصي.


(١) في ي، هـ: "تسع".
(٢) في خ: "حروب".
(٣) سقط من: ط، وبعده في م: "أيضًا".
(٤) في ط: "يؤلف"، وفي حاشيتها كالمثبت.
(٥) فصل المقال في شرح كتاب الأمثال للبكري ص ١٥١.