للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فبئس ما رأيت، وقد أفضى الكلام ببعض أهله (١) إلى الشكوك، وببعضهم إلى الإلحاد تُشمُّ روائحه من فلتات (٢) كلامهم، و (٣) [أصل] ذلك أنهم ما قنعوا بما قنعت به الشرائع، وطلبوا الحقائق، وليس في قوة العقول إدراك ما عند الله من الحكم التي (٤) انفرد بها، ولا أخرج الباري (٥) لخلقه جميع ما علمه من حقائق الأمور.

قال: ولقد بالغتُ في الأصول عمري، ثم رجعت القهقرى إلى مذهب المكتب إلى آخر كلام ابن الجوزي في ذلك.

وكان ابن عقيل من أذكياء العالم، وكبار علماء المعقول والمنقول، جمع بين الإمامة في مذهب الحنابلة والمعتزلة (٦)، وله كتاب " الفنون " (٧) ثلاث مئة مجلد (٨) وغير ذلك.


(١) ساقطة من (ش).
(٢) " فلتات " ساقطة من (أ).
(٣) في (ب): وإن.
(٤) في (ش): " الذي "، وهو خطأ.
(٥) في (ب): سبحانه من علمه.
(٦) قال الذهبي في " الميزان " ٣/ ١٤٦: هو أحد الأعلام، وفرد زمانه علماً ونقلاً وذكاء وتفنناً .. إلاَّ أنه خالف السلف، ووافق المعتزلة في عدة بدع، نسأل الله السلامة، فإن كثرة التبحّر في علم الكلام ربما أضرَّ بصاحبه، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
وقال الحافظ في " اللسان " ٤/ ٢٤٣: وهذا الرجل من كبار الأئمة، نعم كان معتزلياً، ثم أشهد على نفسه أنه تاب عن ذلك، وصحت توبته، ثم صنّف في الرد عليهم، وقد أثنى عليه أهل عصره، ومن بعدهم، وأطراه ابن الجوزي، وعوَّل على كلامه في أكثر تصانيفه.
قلت: وقد أورد ابن رجب في " ذيل الطبقات " ١/ ١٤٤ نصَّ براءته من الاعتزال الذي كتبه بخطه سنة ٤٦٥ بحضور جماعة كثيرة من الشهود والعلماء، يقول فيه: إني أبرأ إلى الله تعالى من مذاهب مبتدعة الاعتزال وغيره، ومن صحبة أربابه، وتعظيم أصحابه، والترحّم على أسلافهم، والتكثّر بأخلاقهم، وما كنت علقته، ووُجِدَ بخطي من مذاهبهم وضلالاتهم، فأنا تائب إلى الله تعالى من كتابته، ولا تحلَّ كتابتُه، ولا قراءتُه، ولا اعتقادُه.
(٧) تحرف في (أ) إلى " العيون ".
(٨) قال الحافظ ابن رجب في " ذيل الطبقات " ١/ ١٥٥: وأكبر تصانيفه كتاب =

<<  <  ج: ص:  >  >>