للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علم، وذلك مردودٌ عليهم كما مرَّ تقريره، فكأنهم في الحقيقة قَنِعُوا بالظن، وحسبوه علماً، وقطعُوا باستحالة حصول أكثر منه بخلاف من طلب العلم المستند إلى المقدمات الضرورية، فإنه يحسنُ تفقدُ مطلوبه عند الوسوسة.

وقد تقدَّم قول شيخ الاعتزال أبي القاسم البلخي في العامة: هنيئاً لهم السلامة، وهو من هذا القبيل، بل فيه إشارة إلى وصف أهل النظر بالخطر، وهو كقولهم: إن طريقة (١) السلف أسلم وطريقة (٢) الخلف أعلم، ولا يعدِلُ السلامة شيء، نسأل الله السلامة.

وقال إمام المعقول والمنقول عز الدين عبد العزيز (٣) بن (٤) عبد السلام في أوائل " قواعده " (٥) ما لفظُهُ: وما أشدَّ طمع الناس في معرفة ما لم يضع الله على معرفته سبيلاً كلما (٦) نظروا فيه، وحرصوا عليه، ازدادوا حيرةً وغفلةً، فالحزم (٧) الإضراب عنه، كما فعل السلف الصالح، والبصائر كالأبصار، فمن حرصَ أن يرى ببصره ما وارته (٨) الجبال، لم ينفعه إطالة تحديقه إلى ذلك مع قيام الساتر (٩)، فكذلك تحديق البصائر إلى ما غيَّبه الله تعالى عنها، وستره بالأوهام، والظنون، والاعتقادات


(١) في (ش): طائفة.
(٢) في (ش): وطائفة.
(٣) " عبد العزيز " ساقطة من (ش).
(٤) ساقطة من (ب).
(٥) ص ١٦.
(٦) ساقطة من (ش).
(٧) في (ش): والحزم.
(٨) تحرفت في (ب): وراته.
(٩) في (ش): " السائر "، وهو تصحيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>