للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنت الذي من فَضْلِ مَنٍّ ورحمةٍ (١) ... بعثت إلى مُوسى رسُولاً مُناديا

فقلتَ لموسى اذهب وهارون فادعوا (٢) ... إلى الله فرعون الذي كان طاغيا

وقُولا له آأنت سوَّيت هذه ... بلا وتدٍ حتى اطمأنَّت كما هيا

وقولا له آأنت رفَّعت هذه ... بلا عَمَدٍ أرفق إذاً بك بانيا (٣)

وقولا له آأنت سوَّيت وسطها ... مُنيراً إذا ما جنَّهُ اللَّيلُ هاديا

وقولا له من يُرسِلُ الشمس غُدوةً ... فيُصبِحَ ما مسَّت من الأرض ضاحيا

وقولا له من يُنبتُ الحبَّ في الثَّرَى ... فيُصبحَ منه البَقْلُ يهتزُّ رابيا

ويخرُجَ منه حبُّهُ في رُؤُوسه ... وفي ذاك آياتٌ لمن كان واعيا

وروى الذهبي لزيد رحمه الله في ترجمة ولده سعيد (٤) قوله أيضاً:

[و] أسلمتُ نفسي لمن أسلمتْ ... له المُزْنُ تحمل عذباً زُلالا


= من حديث أبي هريرة رفعه: " وكاد أمية بن أبي الصلت أن يُسلم ".
وعاش أمية حتى أدرك وقعة بدر، ورثى من قتل بها من المشركين، ولا يختلف أصحاب الأخبار أنه مات كافراً.
قال ابن سلام في " طبقاته " ١/ ٢٦٢ - ٢٦٣: وكان أمية كثير العجائب، يذكر في شعره خلق السماوات والأرض، ويذكر الملائكة، وتذكر من ذلك ما لم يذكره أحد من الشعراء، وكان قد شام أهل الكتاب.
وقال ابن قتيبة في " الشعر والشعراء " ص ٢٢٧: وكان يحكي في شعره قصص الأنبياء، ويأتي بألفاظ كثيرة لا تعرفُها العرب يأخذها عن الكتب المتقدمة، وبأحاديث من أحاديث أهل الكتاب ... وعلماؤنا لا يرون شعره حجة في اللغة.
(١) في " خزانة الأدب " ١/ ٢٤٦: سيب ونعمة.
(٢) في " السيرة ": فقلت له يا اذهب وهارون فأدعوا.
ورواية البيت في " الخزانة ":
وقلت لهارون اذهبا فتظاهرا ... على المرء فرعون الذي كان طاغيا
(٣) في (ج): " ثانياً "، وهو تحريف.
(٤) في " السير " ١/ ١٣٢ - ١٣٣، وأنشدها أيضاً له ابن إسحاق في " السيرة " ١/ ٢٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>