للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قُسطنطينيَّة، وبلد الهند، وفي الشرقِ إلى ما وراء النهر يعني جيحون (١)، فكيف يمكنُ ادعاءُ علمِ ما عندهم مع أنَّ العلماء فيهم كثرة (٢)، وإن شئت أن ترجع إلى أهل البيت، فتشتتُهم كان في أيام عبد الله بن الحسن (٣)، ولحاق إدريس بن عبد الله بالغرب (٤)، وبعضهم بالمشرق (٥)، وتشتتوا تحتَ كُلِّ كوكبٍ، وفيهم العِلمُ ووراثة النبوة، وليس لكل منهم تصنيفٌ مع علمه، وكان أكثرُ ما يُقالُ في ذلك: إنَّا لم نَجِدْ قولاً.

فنقول: إن الذي لم تجدوا أكثر من الذي وجدتُم، أيَّدكم الله تعالى .. إلى قوله: ومِن أين الطَّريقُ لنا إلى العلم بقول كلِّ واحدٍ منهم، والحال هذه وسكوتُه لا يُوَلِّدُ لنا حُكماً، ولا يُعرِّفُنا له قولاً، لأن من الجائز أن يكون عنده غيرُ ما ظهر، ولا يُظهِرُه لعلمه أنَّ قول غيره، وإن خالف اجتهادَه حقٌّ (٦)، ولا (٧) تَخطُرُ له تلك المسألة ببالٍ. انتهى (٨). ذكره في " المجموع المنصوري "، وقد نُسِبَ إلى مخالفة الإجماع.

وذكر الإمام يحيى بن حمزه مثل كلام المنصور واختاره، وذكر


(١) كان هذا النهر يعد الحد الفاصل بين الأقوام الناطقة بالفارسية والتركية فما كان في شماله، أي وراءه من أقاليم قد سماها العرب ما وراء النهر. انظر " بلدان الخلافة الشرقية " ص ٤٧٦ وما بعدها.
(٢) في (ش): كثير.
(٣) انظر " البداية والنهاية " ١٠/ ٨٣ - ٨٥.
(٤) هو إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب، مؤسس دولة الأدارسة في المغرب، المتوفى سنة ١٧٧ هـ مسموماً في وليلي، وهو أول من دخل المغرب من الطالبيين. انظر " الأعلام " ١/ ٢٧٩.
(٥) في (ش): بالشرق.
(٦) في (ش): حتى.
(٧) في (د): " أو لا "، وفي (ش): " إذ لا ".
(٨) ساقطة من (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>