للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الأُمم عليهم، وقلَّتهم بالنظر اليهم. فأتقن طرق النقاد في حديث: " أمتي منهم ثمانون صَفَّاً " (١)، وحديث: " الثلاث الحَثَيَات، بعد السبعين ألفاً مع كُلِّ ألفٍ سبعون ألفاً " (٢). وحديث: " إنَّ ما بين مِصْرَاعينِ مِن باب واحد -من ثمانية أبواب- مِثْلُ ما بَيْنَ مكَّةَ وبُصرى " (٣).

عطاءً بغير حساب، ثم إنَّهم يتضاغطون عليه، حتى تكادُ مناكبُهم تزول، فتدبَّر هذا بالمعقول، إن كنت من أهل القبولِ، لِما صحَّ عن الرسول.

فابذلْ جهدَك في نُصحهم، والتأليف بين قلوبهم، وجمع كلمتهم، ولو بينَ اثنينِ منهم.

وتأمل قول الله تعالى حيثُ يقول: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى


(١) أخرج الترمذي (٢٥٤٦) وابن ماجه (٤٢٨٩) والدارمي ٢/ ٣٧٧ وأحمد ٥/ ٣٤٧ من حديث بريدة الأسلمي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أهل الجنة عشرون ومئة صف، ثمانون منها من هذه الأمة، وأربعون من سائر الأمم " وإسناده صحيح، ورواه أحمد ١/ ٤٥٣ وأبو يعلى ٢٤٩/ ٢ والبزار ١/ ٣٠٥ كالطبراني في " الكبير " (١٠٣٩٨) وفي " الصغير " ١/ ٣٤ وفي " الأوسط " (٤٨١) عن ابن مسعود، وله شواهد منها: عن أبي موسى عند الطبراني في " الأوسط " و" الكبير " وفي سنده سويد بن عبد العزيز، وآخر عن ابن عباس عند الطبراني في " الكبير " (١٠٦٨٢) وفيه خالد بن يزيد الدمشقي، وثالث من حديث معاوية بن حيدة عند الطبراني، وفيه حماد بن عيسى الجهني، وانظر " مجمع الزوائد " ١٠/ ٤٠٣.
(٢) لفظ الحديث بتمامه: " وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً لا حساب عليهم، ولا عذاب، مع كل ألفٍ سبعون ألفاً، وثلاث حثيات من حثيات ربي " أخرجه أحمد ٥/ ٢٦٨ والترمذي (٢٤٣٩) وابن ماجه (٤٢٨٦) وابن أبي عاصم (٥٨٩) عن أبي أمامة، وفي سنده إسماعيل بن عياش، وهو صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذا منها، فهو صحيح، وله طريق آخر عند ابن أبي عاصم (٥٨٨) وأحمد ٥/ ٢٥٠ بسند صحيح، وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد ٢/ ٣٥٩ وعن أبي بكر عند أحمد أيضاًً (٢٢) وفي سنده مجهول، وعن ثوبان عنده أيضاً ٥/ ٢٨٠ و٢٨١ والطبراني في " الكبير " (١٤١٣) وسنده حسن، وانظر " مجمع الزوائد " ١/ ٤٠٧ و٤١٠.
(٣) هو قطعة من حديث الشفاعة الطويل، رواه البخاري (٤٧١٢) ومسلم (١٩٤) وأحمد ٢/ ٤٣٥ والترمذي (٢٤٣٦) والبغوي (٤٣٣٢) من حديث أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>