للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ابن عباس، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يمنعنَّ أحدكُم مخافة الناس أن يتكلم بحقِّ علمه ". تفرَّد به عمرو، وليس بحجة (١).

وقال سليمان ابن بنت شُرَحبيل، حدثنا عيسى بن يونس، عن سليمان التيمي، عن أبي نضرة، عن أبي سعيدٍ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يمنعنَّ أحدَكُم هيبةُ الناس أن يقول بالحقِّ إذا رآه أو سَمِعَهُ " (٢). غريب فرد.


= يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}. فإنه أعطي من الصبر واليقين ما نال به الإمامة في الدين، وقد تداوله ثلاثة خلفاء يسلطون عليه من شرق الأرض إلى غربها، ومعهم من العلماء المتكلمين والقضاة والوزراء والأمراء والولاة ما لا يحصيه إلاَّ الله، فبعضهم تسلط عليه بالحبس، وبعضهم بالتهديد الشديد، وبعضهم يعده بالقتل وبغيره من الرعب، وبعضهم بالترغيب في الرياسة والمال، وبعضهم بالنفي والتشريد من وطنه. وقد خذله في ذلك أهل الأرض حتى أصحابه العلماء والصالحون، وهو مع ذلك لا يجيبهم إلى كلمة واحدة ممَّا طلبوا منه، وما رجع عمَّا جاء به الكتاب والسنة، ولا كتم العلم، ولا استعمل التقية، بل قد أظهر من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وآثاره ما دفع به البدع المخالفة لذلك ما لم يتأتَّ مثله لعالم من نظرائه.
(١) نقل المصنف في " الميزان " ٣/ ٢٥٤ قول ابن عدي: عامة ما يرويه عمرو بن حكام غير متابع عليه، إلاَّ أنه مع ضعفه يُكتب حديثه. ومعنى هذا أن ضعفه خفيف، ويصلح حديثه أن يكون شاهداً، وهو هنا كذلك.
(٢) رجاله ثقات، وأخرجه أحمد ٣/ ٥ من طريق محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، و٥٣ عن يحيى القطان، كلاهما عن سليمان بن طرخان التيمي، حدثنا أبو نضرة، عن أبي سعيد. وهذا سند صحيح.
وأخرجه أحمد أيضاً ٣/ ١٩ و٧١، والترمذي (٢١٩١)، وابن ماجة (٤٠٠٧) من طريق حماد وأحمد ٣/ ٦١ من طريق معمر، كلاهما عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد.
وأخرجه أحمد ٣/ ٩٢، والطيالسي (٢١٥١) من طريق شعبة عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد.
وأخرجه أحمد ٤٦ - ٤٧، والطيالسي (٢١٥٨) من طريق المستمر بن الريان عن أبي نضرة - عن أبي سعيد.
وأخرجه أحمد ٣/ ٥٠ من طريق جعفر بن سليمان، و٣/ ٨٧ من طريق عباد بن عباد، كلاهما عن المعلى بن زياد القردوسي، عن الحسن، عن أبي سعيد الخدري. =

<<  <  ج: ص:  >  >>