للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَصَفَهُ بالمجيء. وقال بعدَه: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [آل عمران: ١٩] إلى قوله تعالى: {فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [آل عمران: ٢٠].

وعن جُنْدُب قال: قال رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: " اقْرَؤُوا القرآنَ ما ائْتَلَفت عَليْهِ قلُوبُكمْ، فإذا اخْتَلَفْتُمْ فقُوموا عَنْهُ " رواهُ البخاري ومسلم والنسائي (١).

وروى البخاري والنسَائي من حديث ابنِ مسعود قالَ: سَمِعْتُ رجلاً قرأ آيةً، وسَمعْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ خلافَها، فَجِئْتُ به النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرتُهُ؛ فعرفت في وجهه الكراهيَة. فقال: " كِلاكُما مُحْسِن، ولا تختلِفوا فإنَّ مَنْ قبلَكم اختلفوا فهلَكُوا ". انفردَ به البخاريُّ دونَ مسلم (٢)، وللجماعةِ معناه


(١) أخرجه البخاري (٥٠٦٠) و (٥٠٦١) و (٧٣٦٤) و (٧٣٦٥) ومسلم (٢٦٦٧) وهو في " سنن النسائي الكبرى " في فضائل القرآن، كما في " تحفة الأشراف " ٢/ ٤٤٤ وأخرجه الإمام أحمد في " المسند " ٤/ ٣١٣ والبغوي في " شرح السنة " (١٢٢٤) وأبو يعلى في " مسنده " ٨٧/ ٢ والطبراني في " الكبير " (١٦٧٣) و (١٦٧٤) و (١٦٧٥) والخطيب في " تاريخه " ٤/ ٢٢٨، ومعنى الحديث: اقرؤوا القرآن ما اجتمعت عليه قلوبكم، فإدا اختلفتم في فهم معانيه، فتفرقوا لئلا يتمادى بكم الاختلاف إلى الشر، قال القاضي عياض: يحتمل أن يكون النهي خاصاً بزمنه - صلى الله عليه وسلم - لئلا يكون ذلك سبباً لنزول ما يسوؤهم، كما في قوله تعالى: {لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} ويحتمل أن يكون المعنى: اقرؤوا والزموا الائتلاف على ما دل عليه، وقاد إليه، فإذا وقع الاختلاف أو عرض عارض شبهة يقتضي المنازعة الداعية للافتراق، فاتركوا القراءة، وتمسكوا بالمحكم الموجب للألفة، وأعرضوا عن المتشابه المؤدي للفرقة، وهي كقوله - صلى الله عليه وسلم -: " فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاحذروهم ".
(٢) رواه البخاري (٢٤١٠) و (٣٤٠٨) و (٣٤١٤) و (٣٤٧٦) و (٤٨١٣) و (٥٠٦٣) و (٦٥١٧) و (٦٥١٨) و (٧٤٢٨) و (٧٤٧٧) وأحمد ١/ ٣٩٣ و٤٠٥ و٤١٢ والبغوي (١٢٢٩) والنسائي في فضائل القرآن من " الكبرى " كما في " تحفة الأشراف " ٧/ ١٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>