للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخذ عنه مذهب الاعتزال تقليداً، وكانت بينه وبين أخيه الباقر عليهما السلام مناظراتٌ في ذلك، فهذا من الأباطيل بغير شكٍّ، ولعله من أكاذيب (١) الروافض، ولم يورد له الشهرستاني سنداً ولا شاهداً من رواية الزيدية القدماء، ولا من رواية علماء التاريخ، ولا الشهرستاني ممن يُوثَقُ به في النقل، وكم قد روى في كتابه هذا من الأباطيل المعلوم بطلانها عند أئمة هذا الشأن؟ وكيف يُقَلِّده زيد مع أن زيداً أكبر منه قدراً وسناً، فإن واصلاً وُلِدَ سنة ثمانين، وزيد عليه السلام تُوفي سنة مئة؟! ولو كان الشهرستاني كامل الصرفة والإنصاف لذكر مع ما ذكره ما هو أشهر منه في كتب الرجال، وتواريخ العلماء، وأئمة السنة، وفي " الجامع الكافي " ثم ذكر الراجح من النقلين، وقواه بوجوه الترجيح.

والظاهر أنه اقتصر على نقل كلام بعض الروافض ولم يشعر بغيره. والله أعلم.

ومما يدل على عدم تحقيقه في معرفة الرجال أنه عدَّ زيد بن علي من أتباع المعتزلة، ثم ذكر بعد ذكر الإمامية جماعةً جِلَّة من أئمة السنة ورواة الصحاح (٢)، وعدَّهم من أتباع زيد بن علي، وسمَّاهم زيدية، بل عدَّهم من مصنفي كتب الزيدية منهم: شعبة (٣)، ووكيع، ويحيى بن آدم، ومنصور بن الأسود، وهارون بن سعد (٤) العِجْلي، وعُبيد الله (٥) بن موسى، والفضل بن دُكَين، وعلي بن صالح، ويزيد (٦) بن هارون، والعلاء بن راشد، وهُشَيْمُ بن بَشير (٧)، والعَوَّام بن حَوْشَب، ومُسْتَلِم بن سعيد، وجعلهم كلهم مثل أبي خالد الواسطي في الدعاء إلى مذهب الزيدية، والتأليف فيه (٨).


(١) في (ش): أباطيل أكاذيب.
(٢) في (ش): الصحيح.
(٣) ليس في المطبوع من " الملل والنحل ".
(٤) في الأصلين: " إسماعيل "، وهو خطأ، والتصويب من " الملل ".
(٥) تحرفت في الأصلين إلى: " عبد الله "، والتصويب من " الملل ".
(٦) تحرفت في (ش) إلى: وزيد.
(٧) تحرفت في الأصلين إلى: " سكين "، والتصويب من " الملل ". وزيد بعده في الأصلين: " وهارون بن إسماعيل "، وهو خطأ، وقد تقدم على الصواب.
(٨) انظر " الملل والنحل " ١/ ١٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>